القهوة على موعد مع ارتفاع في الأسعار بسبب الطلب والعرض
من المتوقع أن تشهد أسعار القهوة مزيدًا من الارتفاع في العام الجديد، مدفوعة بارتفاع الطلب العالمي، خاصة من الصين، وتدهور الإنتاج بسبب الظروف المناخية في الدول المنتجة الرئيسية.
وقد سجلت أسعار البن مستويات قياسية في عام 2024، ومن المرجح أن تستمر في الصعود خلال 2025.
وأوضح باسم حشاد، الخبير الاقتصادي والاستشاري الدولي للبرنامج الإنمائي في الأمم المتحدة، أن ارتفاع أسعار القهوة يعود إلى عوامل العرض والطلب معًا. فمن ناحية، أدت الظروف المناخية إلى تراجع الإنتاج، ومن ناحية أخرى، زاد الطلب العالمي على القهوة بشكل ملحوظ.
ارتفاع قياسي لأسعار "الروبوستا"
قفزت أسعار قهوة "الروبوستا" خلال عام 2024 بنسبة 60%، لتتجاوز 5500 دولار للطن، وهو أعلى مستوى تسجله منذ نحو نصف قرن. ويُعزى هذا الارتفاع إلى نقص المعروض وزيادة الطلب، خاصة من الأسواق الناشئة مثل الصين.
الصين.. لاعب جديد في سوق القهوة
شهد العقد الأخير تحولًا كبيرًا في عادات الاستهلاك الصينية، حيث بدأ الصينيون يفضلون القهوة على الشاي.
ووصل الطلب على القهوة في الصين عام 2023 إلى 5 ملايين كيس (كل كيس يحتوي على 60 كيلوجرامًا)، مما جعلها سابع أكبر مستهلك للقهوة في العالم. ولم تكن الصين ضمن أكبر 15 دولة مستهلكة للقهوة قبل عقد من الزمن.
ولتلبية هذا الطلب المتصاعد، تم افتتاح أكثر من 50 ألف متجر قهوة في الصين، سواء من علامات تجارية عالمية مثل "ستاربكس" أو محلية مثل "لوكن كوفي"، متجاوزة بذلك الولايات المتحدة في عدد المتاجر.
ومن المتوقع أن ترتفع واردات الصين من البن إلى 6.3 مليون كيس في عام 2025.
تحديات المناخ وتأثيرها على الإنتاج
في المقابل، يواجه جانب العرض تحديات كبيرة بسبب الظروف المناخية السيئة التي تؤثر على أكبر الدول المنتجة. في فيتنام، أكبر منتج لقهوة "الروبوستا" في العالم، من المتوقع أن يبلغ المحصول 24 مليون كيس فقط في موسم 2024-2025، وهو الأدنى منذ 13 عامًا.
وفي البرازيل، خفضت شركة "فولكافيه"، إحدى أكبر شركات تجارة البن في العالم، توقعاتها لإنتاج قهوة "أرابيكا" بسبب الجفاف الشديد. ومن المتوقع أن تنتج البرازيل 34.4 مليون كيس فقط من حبوب "أرابيكا" الممتازة في الموسم المقبل، بانخفاض يقارب 11 مليون كيس عن التوقعات السابقة.
ويتوقع الخبراء أن يشهد إنتاج القهوة العالمي عجزًا قدره 8.5 مليون كيس في موسم 2025-2026، وهو ما يمثل خامس عام على التوالي من العجز، وهي سابقة لم تحدث من قبل.
تأثيرات طويلة المدى
يرى باسم حشاد، أن الظروف المناخية المتطرفة ستستمر في التأثير ليس فقط على إنتاج القهوة، ولكن أيضًا على السلع الاستراتيجية الأخرى حول العالم، مما يرجح استمرار ارتفاع الأسعار خلال العام الجديد وما بعده.