• الرئيسية
• أسواق

شهدت الأسواق المالية العربية خلال عام 2024 أداءً متفاوتاً، يعكس تعقيدات المشهد الاقتصادي العالمي والتحديات الإقليمية.

بينما تراجعت أسعار النفط للعام الثاني على التوالي، مما أثر سلباً على بعض الأسواق، برزت أسواق أخرى كقصص نجاح استثنائية، مدفوعة بفرص استثمارية متزايدة. وفي ظل التحولات الاقتصادية المرتقبة، يبدو أن عام 2025 يحمل فرصاً جديدة مدعومة بانخفاض معدلات الفائدة وزيادة الطروحات الاستثمارية.

أداء الأسواق العربية.. بين التراجع والانتعاش

أثر تراجع أسعار النفط، الذي انخفض بنحو 3% خلال عام 2024، بشكل كبير على الأسواق الخليجية، حيث يعد النفط محفزاً رئيسياً لها. ومع ذلك، شهدت بعض الأسواق أداءً قوياً، لا سيما بورصة دبي التي تفوقت بمكاسب سنوية تجاوزت 27%، مدعومة بأداء قوي لأسهم رئيسية مثل "إعمار العقارية".

كما حققت السوق المصرية انتعاشاً ملحوظاً بنسبة 20%، مدعومة باستقرار سعر الصرف وزيادة السيولة.

في المقابل، شهدت أسواق أخرى أداءً متواضعاً أو تراجعاً، مثل مؤشر قطر الذي خسر 3.2%، ومؤشر أبوظبي الذي سجل أداءً ضعيفاً.

كما ارتفع المؤشر السعودي بنسبة 0.6%، والمؤشر الكويتي بنحو 4.8%، والمؤشر العماني بنسبة 1.4%.

تأثير العوامل الخارجية

أشار المحللون إلى أن الأداء المتباين للأسواق العربية يعكس تأثير العوامل الخارجية، بما في ذلك تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، وتطورات السياسة النقدية الأمريكية، والتوترات الجيوسياسية في المنطقة. وقال وضاح الطه، المحلل المالي وعضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد CISI في الإمارات، إن "العام 2024 كان أكثر وضوحاً في تناقض أداء مؤشرات أسواق الخليج"، مشيراً إلى أن الاستثمار الأجنبي ظل جيداً رغم التحديات.

توقعات 2025.. فرص جديدة وتحديات مستمرة

مع دخول عام 2025، يتوقع الخبراء أن تشهد الأسواق العربية فرصاً جديدة مدعومة بانخفاض معدلات الفائدة وزيادة الطروحات الاستثمارية. وقال هيثم الجندي، كبير محللي الأسواق بشركة تي ماتريكس، إن "الدول الأكثر استقراراً، مثل قطر والإمارات، ستكون في وضع أفضل لمواجهة التحديات"، مشيراً إلى أن التنوع الاقتصادي والسياسات الداعمة ستلعب دوراً رئيسياً في تعزيز الأداء.

من جهتها، أكدت خبيرة أسواق المال حنان رمسيس أن بورصتي مصر ودبي كانتا الأفضل أداءً في عام 2024، متوقعة أن تشهد الأسواق العربية أداءً إيجابياً في عام 2025، خاصة مع استمرار الإصلاحات الهيكلية وزيادة جاذبية الأسواق للمستثمرين.