تقرير الأسواق العالمية.. تقلبات اقتصادية ومخاطر سياسية تلقي بظلالها على الأداء المالي
تشهد الأسواق العالمية حالة من الترقب والتقلب وسط تطورات اقتصادية وسياسية متسارعة تؤثر على الأداء المالي والاستثماري.
ففي المملكة المتحدة، أدت مبيعات التجزئة الأضعف من المتوقع إلى تعزيز التوقعات بتوجه بنك إنجلترا نحو تيسير السياسة النقدية، بينما تلوح في الأفق مخاطر إغلاق حكومي في الولايات المتحدة نتيجة التوترات السياسية حول الإنفاق وسقف الدين.
وعلى الصعيد العالمي، تتباين الأسواق الإقليمية في أدائها مع استمرار الضغط على العملات الرقمية وتذبذب عوائد السندات.
يأتي ذلك في وقت يترقب فيه المستثمرون بيانات التضخم وسياسات البنوك المركزية، التي قد تشكل مسار الأسواق في المستقبل القريب.
اقتصاد المملكة المتحدة
تراجع مبيعات التجزئة وميل لتيسير السياسة النقدية
سجلت مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة لشهر نوفمبر نتائج أضعف من المتوقع، حيث ارتفعت بنسبة 0.3% فقط باستثناء وقود السيارات مقارنة بتوقعات بزيادة قدرها 0.5%. على أساس سنوي، بلغ النمو 0.1% مقارنة بالتوقعات عند 0.9%. وفي تطور ملحوظ، أبدى بنك إنجلترا ميلاً لتخفيف السياسة النقدية، إذ صوّت ثلاثة أعضاء لصالح خفض أسعار الفائدة، مع إبقاء البنك على الفائدة عند 4.75%، وهي الأعلى بين دول مجموعة العشرة.
خطر إغلاق الحكومة الأمريكية وتصاعد التوترات السياسية
في الولايات المتحدة
يلوح في الأفق خطر إغلاق حكومي، إذ دفع الرئيس المنتخب دونالد ترامب والجمهوريون في مجلس النواب نحو رفض مشروع قانون التمويل المؤقت بسبب المخاوف بشأن الإنفاق المفرط.
ويركز الجمهوريون على خطة تمويل بديلة تتجنب زيادة سقف الدين وتدعو إلى رفع حد الاقتراض مرتين العام المقبل.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات البطالة الأمريكية انخفاض طلبات الإعانة الأولية إلى 220 ألفاً مقارنة بالتوقعات عند 230 ألفاً، مما يشير إلى تحسن سوق العمل.
تباين أداء الأسواق العالمية
الولايات المتحدة
اختتمت الأسهم الأمريكية تداولات يوم الخميس بتباين، حيث ارتفع مؤشر داو جونز بـ15 نقطة (+0.04%)، بينما انخفض مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك 100 بنسبة 0.09% و0.47% على التوالي، متأثرين بتراجع أسهم التكنولوجيا.
أسواق أوروبا
سجلت الأسواق الأوروبية خسائر حادة، مع تراجع مؤشر ستوكس 600 بنسبة 1.51%، وسط ضغوط على قطاعي التكنولوجيا والعقارات.
أسواق آسيا
تباينت الأسواق الآسيوية، حيث ارتفع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 0.2% بفضل ضعف الين، بينما سجلت الأسواق الكورية الجنوبية انخفاضًا بنسبة 1.3% وسط مخاوف سياسية.
أداء العملات
الجنيه الإسترليني تحت الضغط والين الياباني يضعف
تراجع الجنيه الإسترليني بعد نبرة حذرة من بنك إنجلترا، فيما انخفض الين الياباني بشكل ملحوظ عقب اجتماع بنك اليابان، الذي أظهر ميلاً لمواصلة السياسة التيسيرية.
الأصول الرقمية.. خسائر في العملات المشفرة
شهدت العملات المشفرة انخفاضات كبيرة، حيث تراجعت البيتكوين بنسبة 3.7% إلى 97002 دولار، بينما سجلت الإيثريوم وسولانا خسائر أكثر حدة بلغت 7.5% و6.4% على التوالي.
تقلبات في عوائد السندات
ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل، بينما تراجعت عوائد السندات اليابانية على طول المنحنى بعد اجتماع بنك اليابان.
وفي بريطانيا، شهدت السندات الحكومية تقلبات كبيرة مع وصول العائدات لأعلى مستوياتها منذ 2023.
السلع.. استقرار أسعار النفط وضعف المعادن
تراجعت أسعار الذهب بعد محاولات ارتفاع قصيرة، واستقرت دون مستوى 2600 دولار للأوقية. أما النفط الخام، فقد ظل في نطاق ضيق بانتظار محفزات جديدة.
التوقعات.. استمرار الترقب والتحديات
مع اقتراب نهاية العام، تواصل الأسواق مراقبة تطورات التضخم في الولايات المتحدة، والمخاطر السياسية المتعلقة بالإغلاق الحكومي، والاتجاهات المستقبلية للسياسات النقدية حول العالم.