هل يستمر زخم الذهب في 2025؟.. توقعات جديدة تكشف المستور
شهد عام 2024 قفزة نوعية في أسعار الذهب، حيث تجاوزت الأونصة مستوى 2700 دولار لأول مرة، مسجلةً أعلى مستوى تاريخي عند 2748.23 دولار في أكتوبر، قبل أن تستقر حاليًا حول 2600 دولار. جاءت هذه الارتفاعات القياسية وسط توترات جيوسياسية واقتصادية دفعت المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة.
عوامل الدعم في 2024
مع تصاعد التوترات في أوكرانيا والشرق الأوسط واستمرار المخاوف من الركود الاقتصادي، توجه المستثمرون والبنوك المركزية نحو الذهب كوسيلة للتحوط.
كما شهدت الصين ودول مجموعة "بريكس" زيادة كبيرة في احتياطياتها من المعدن الأصفر، ما عزز الطلب العالمي عليه.
توقعات 2025.. استمرار الارتفاع؟
تتوقع العديد من المؤسسات المالية الكبرى، مثل "غولدمان ساكس" و"يو بي إس"، استمرار ارتفاع أسعار الذهب في 2025.
وفقًا لتقديرات "غولدمان ساكس"، قد تصل الأسعار إلى 3000 دولار للأونصة بفضل استمرار شراء البنوك المركزية وخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
بدورها، أشارت خبيرة أسواق المال حنان رمسيس إلى أن ارتفاع الذهب خلال 2024 كان مدعومًا بالأحداث الجيوسياسية وتردد الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة.
ومع ذلك، حذرت من أن التهدئة في الصراعات العالمية قد تحد من ارتفاع الذهب في العام المقبل.
الدولار والفيدرالي في المعادلة
رغم ارتفاع الدولار وأسعار الفائدة، وهي عوامل عادة ما تثبط الطلب على الذهب، إلا أن التوجهات غير التقليدية، مثل زيادة الاحتياطي من الذهب لدى البنوك المركزية، ساهمت في تعزيز الطلب.
وتشير تقديرات "آي إن جي" إلى أن متوسط أسعار الذهب قد يصل إلى 2760 دولارًا للأونصة في 2025، مع استمرار "عاصفة مثالية" تشمل التوترات الجيوسياسية وتنويع الاحتياطيات الأجنبية.
آراء الخبراء
طارق الرفاعي، الرئيس التنفيذي لمركز كروم للدراسات، أشار إلى أن الارتفاعات القياسية في أسعار الذهب خلال 2024 تعكس تحولًا استراتيجيًا في أسواق المعادن الثمينة.
وتوقع استمرار هذا الاتجاه حتى عام 2025، مع احتمالية بلوغ الأسعار مستوى 3000 دولار للأونصة.
الاستثمار المؤسسي يتصدر المشهد
شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب تدفقات قياسية خلال 2024، مدعومة بحالة عدم اليقين العالمية، ومع استمرار البنوك المركزية في الشراء لتعزيز احتياطياتها، قد تظل أسعار الذهب قريبة من مستوياتها التاريخية.
بينما يدعم التوتر الجيوسياسي والاقتصادي الطلب على الذهب، تبقى السياسات النقدية الأمريكية والتهدئة المحتملة في الصراعات العالمية عوامل مؤثرة على الأداء المستقبلي.
ومع ذلك، يبقى الذهب الملاذ الآمن الأبرز في مواجهة التقلبات العالمية.