ارتفاع عقود القمح الأوروبية مدعومة بقوة الحبوب الأمريكية ومخاوف من تقليص إمدادات القمح الروسي
واصلت العقود الآجلة للقمح الأوروبي تحقيق مكاسب في نهاية العام، مسجلة ارتفاعًا سنويًا بفضل القوة التي شهدتها الحبوب الأمريكية في نهاية 2024 والمخاوف من تقليص إمدادات القمح الروسي.
في بورصة يورونكست في باريس، ارتفع قمح الطحين المعياري تسليم مارس بنسبة 1.3% ليغلق عند 237.25 يورو (246.41 دولار) للطن في نهاية جلسة مختصرة بمناسبة حلول العام الجديد. وقال متعاملون إن العقد سجل في وقت سابق 237.50 يورو، وهو أعلى مستوى له منذ ستة أشهر، متجاوزًا مستوى 235 يورو، مما حفز الاهتمام بالشراء رغم فترة العطلة.
على مدار العام، سجلت أسعار أقرب شهور الاستحقاق زيادة بنسبة 6.6%، مما ساعد في تقليص الخسائر التي تكبدتها الأسعار في العام الماضي، بعد تراجعها من مستوياتها القياسية في 2022 نتيجة الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
ورغم تراجع الأسعار في بورصة يورونكست إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات بداية العام 2024 وسط وفرة المعروض العالمي وصادرات قوية من البحر الأسود، فإن الأسواق الأوروبية تلقت دعمًا إضافيًا من النمو الضعيف المبكر لمحصول القمح الشتوي المقبل في روسيا وارتفاع الأسعار المحلية. كما أسهمت الخطوات التي اتخذتها السلطات الروسية لكبح التصدير في تعزيز الدعم للسوق الأوروبية.
فيما يتعلق بالأسواق العالمية، استمدت بورصة يورونكست أيضًا دعمًا من الأداء القوي في أسواق شيكاغو، حيث وصلت أسعار الذرة إلى أعلى مستوى في ستة أشهر، وحقق القمح أعلى مستوياته في أسبوعين يوم الثلاثاء الماضي. ويعزى هذا الارتفاع إلى الظروف المناخية غير المواتية في الأرجنتين واستقرار الصادرات الأمريكية.
ومع ذلك، أشار المتعاملون إلى أن الإمدادات من منطقة البحر الأسود، بما في ذلك القمح الروسي، ما زالت تحظى بإقبال كبير، مما يعزز المحاصيل المنافسة القادمة من الأرجنتين والبرازيل وأستراليا.
من جانب آخر، أظهرت بيانات الموانئ التي جمعتها مجموعة بورصات لندن أن برنامج شحن صادرات القمح الفرنسية ما يزال ضعيفًا، ما يشير إلى تحديات إضافية أمام تعزيز حجم الصادرات الفرنسية في الوقت الحالي.