• الرئيسية
• أخبار

يواجه المستهلكون والشركات في أوروبا تحديات اقتصادية متزايدة في ظل ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 47% هذا العام، مما يعكس تفاقم أزمة غلاء المعيشة التي تعتبر الأسوأ في القارة منذ عقود. ويتزامن هذا مع التوقعات بأن توقف تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا قد يبدأ مع بداية العام الجديد، وهو ما يثير قلقًا كبيرًا في الأسواق الأوروبية.

ووفقًا لوكالة بلومبرغ، فقد شهدت أسعار العقود الآجلة للغاز ارتفاعًا بالفعل، مما يشير إلى احتمالية استمرار الأسعار المرتفعة لفترة أطول. بعض المتعاملين في الأسواق يتوقعون أن يؤدي وقف إمدادات الغاز الروسي إلى زيادة الأسعار بحوالي 10 يورو لكل ميغاوات/ساعة مقارنة بالأسعار في حال استمرار الإمدادات الروسية بشكل طبيعي.

توقف اتفاق النقل عبر أوكرانيا

تجدر الإشارة إلى أن حوالي نصف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا تمر عبر أراضي أوكرانيا بموجب اتفاق نقل مدته خمس سنوات، والذي سينتهي بنهاية الشهر الحالي. وفي الأسبوع الماضي، استبعد المسؤولون في روسيا وأوكرانيا إمكانية تجديد هذا الاتفاق، مما يزيد من احتمالية حدوث نقص في الإمدادات.

مخزونات الغاز تتراجع

من جانب آخر، تُعاني المخزونات الاحتياطية للغاز في أوروبا من تراجع أسرع من المعتاد، بسبب فترة الطقس البارد وضعف الرياح، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الغاز في التدفئة في حين أن إنتاج طاقة الرياح في القارة يعاني من انخفاض كبير. في الوقت الحالي، الغاز الذي ترسله روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا يُشكل أقل من 5% من إجمالي احتياجات القارة.

ومع ذلك، فإن فقدان أحد آخر طرق نقل الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب سيكون له تأثير كبير على سوق الغاز التي تعاني بالفعل من نقص في المعروض، مما سيدفع الأسعار العالمية إلى الارتفاع. هذا ما أشار إليه محللو شركة إنيرجي أسبكتس في مذكرة صادرة هذا الشهر.

دعوات للتدخل الأوروبي

في هذا السياق، حث رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو المفوضية الأوروبية على معالجة التوقف الوشيك لعبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا، مشيرًا إلى أن التأثير الاقتصادي على الاتحاد الأوروبي سيكون أكبر بكثير من تأثيره على روسيا. في رسالته إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، انتقد فيكو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بسبب تعهده بوقف تدفقات الغاز الروسي بهدف الحد من الدعم الروسي للحرب ضد أوكرانيا.

على الرغم من ذلك، أورسولا فون دير لاين تجنبت الانخراط المباشر في هذا النزاع، مؤكدة التزام الاتحاد الأوروبي بالتحول التدريجي بعيدًا عن الوقود الأحفوري الروسي.

التداعيات الاقتصادية

وأشار فيكو إلى أن الاقتصاد السلوفاكي، الذي يعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، قد يواجه زيادات إضافية في تكاليف الغاز تقدر بما بين 40 إلى 50 مليار يورو سنويًا، بالإضافة إلى تكاليف إضافية للكهرباء التي قد تتراوح بين 60 إلى 70 مليار يورو سنويًا. هذا يسلط الضوء على الضغوط المالية الكبيرة التي تواجهها الأسر والشركات الأوروبية في حال استمرار ارتفاع أسعار الطاقة نتيجة لتوقف الإمدادات الروسية.