Site icon اقتصاد بالعربي

السيسي في تركيا.. زيارة تُعيد زخم العلاقات الاقتصادية والاستثمارات المتبادلة

السيسي وأردوغان

استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، في أنقرة نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، في زيارة غير مسبوقة تهدف إلى المصالحة بعد عقد من القطيعة بين البلدين.

وأجمع مراقبون على وصف الزيارة بأنها تحمل “نقلة نوعية” للعلاقات بين البلدين تنعكس إيجابيًا على المنطقة بشكل عام، بعد نحو ما يزيد على عقد من الخلافات الممتدة، كما تتجه مصر إلى استعادة زخم علاقتها مع تركيا، وسط تحسن العلاقات بين البلدين عقب خلافات وتوترات دامت لسنوات.

ومن المقرر أن يوقع البلدين خلال الزيارة نحو 20 اتفاقية تعاون، وسط مساعٍ لزيادة حجم التجارة الثنائية إلى 15 مليار دولار سنويًا في السنوات الخمس المقبلة، مما يقارب 10 مليارات حاليًا.

ويرى مراقبون أن مصر تستهدف زيادة حجم التبادل التجاري “غير النفطي” مع تركيا بما يتراوح بين 20% و25% لتصل إلى حوالي 8 مليارات دولار خلال العام المقبل، وذلك مقابل 6.3 مليار دولار عام 2023.

وتتطلع مصر أيضًا لجذب استثمارات تركية جديدة بقيمة مليار دولار خلال 18 شهرًا، تشمل قطاعات مختلفة أهمها الملابس والأجهزة المنزلية والكهربائية.

رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي، اعتبر أن الزيارة تأتي في توقيت مهم للغاية، إذ أنها الأولى من نوعها للرئيس السيسي منذ توليه منصبه قبل 11 عامًا، بيد أنه زار أنقرة عندما كان وزيرًا للدفاع في العام 2013.

وذكر أن مصر وتركيا لديهما تطلع إلى مرحلة جديدة في التعاون التي تشهد سياسات متفقة في الرؤى بالنسبة للأوضاع بالمنطقة”، مشددًا على أن تطوير العلاقات بين الجانبين سيكون له انعكاسات إيجابية مباشرة لتحقيق استقرار أكبر في هذه المنطقة التي تعاني من ويلات الصراعات والأزمات.

وعلى الجانب الاقتصادي، يرى المحلل التركي وعضو حزب العدالة والتنمية، يوسف كاتب أوغلو، أن الاقتصاد سيكون “الصيغة السحرية” لمعالجة آثار القطيعة التي عصفت بالعلاقات الثنائية خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن الأولويات الآن هي للمصالح المتبادلة بين البلدين، والاقتصاد هو المحور الأساسي للتركيز.

وذكر أن الارتقاء بالتبادل التجاري سيكون محورًا أساسيًا للمباحثات بين الجانبين المصري والتركي، وصولًا لهدف الـ 15 مليار دولار عوضًا عن قرابة 7 مليارات دولار خلال العام المنقضي.

وشدد المحلل التركي على أن “مصر وتركيا لديهما القناعة والإصرار على الارتقاء بالتبادل التجاري للوصول إلى الهدف المرجو”، مشيرًا إلى أن تركيا تريد الاستفادة من السوق المصري الذي يعتبر سوقا إنتاجياً مميزًا، وبوابة لأفريقيا، في المقابل تسعى مصر للاستفادة من تركيا وخاصة في مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية، كما أنها تعد بوابة لأوروبا في المقابل.

وأشار إلى أن الاتفاقيات التي سيجري توقيعها بالزيارة تستهدف دعم الاستثمارات التركية في مصر، وتقديم تسهيلات لها بما يساهم في تنشيطها بالفترة المقبلة.

واختتم أوغلو بأن “تعزيز آليات التعاون بين البلدين اقتصاديًا واستثماريًا، سيكون لها بصمات إيجابية على التقارب السياسي والدبلوماسي”.

 

Exit mobile version