شهدت أسعار الذهب العالمية تذبذب خلال تداولات اليوم الجمعة وذلك بعد الارتفاع يوم أمس، ليقبل الذهب على تسجيل ارتفاع للربع السنوي الثالث على التوالي، ولكن تبقى الأعين اليوم تترقب بيانات التضخم عن الاقتصاد الأمريكي وأثرها على توقعات مستقبل أسعار الفائدة في الأسواق.
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي اليوم ليسجل اعلى مستوى عند 2332 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2327 دولار للأونصة ليتداول وقت صياغة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2328 دولار للأونصة.
من جهة أخرى ارتفع سعر الذهب يوم أمس بنسبة 1.3% وذلك بعد أن اختبر المعدن النفيس التداول تحت المستوى 2300 دولار للأونصة خلال هذا الأسبوع، يأتي هذا بعد أن وجد الذهب بعض الدعم يوم أمس من تراجع مستويات الدولار الأمريكي بالإضافة إلى بعض البيانات الضعيفة عن الولايات المتحدة.
اليوم تصدر بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي عن الولايات المتحدة الأمريكية والذي يعد مؤشر التضخم المفضل للبنك الفيدرالي الأمريكي، وفي حال جاءت معدلات التضخم أعلى من المتوقع سيعمل هذا على زيادة التوقعات في الأسواق أن الفيدرالي قد لا يلجأ إلى خفض الفائدة هذا العام إلا لمرة واحدة فقط، وهو السيناريو السلبي بالنسبة لأسعار الذهب.
بينما إذا أظهر المؤشر المزيد من التباطؤ في معدلات التضخم، فسيزيد هذا من توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام بما قد يصل إلى مرتين، وبالتالي يعمل هذا على دعم مستويات الذهب الذي يتأثر بشكل إيجابي من انخفاض الفائدة لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للمعدن النفيس.
ومع ذلك أكدت عضوة البنك الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان يوم الخميس أنها ليست مستعدة بعد لدعم خفض سعر الفائدة مع استمرار ارتفاع ضغوط التضخم.
وارتفع الذهب خلال الربع الثاني من هذا العام ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تزايد التوقعات ببقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت في الولايات المتحدة الأمريكية. بالإضافة إلى هذا فقد اشترت الصين أيضًا كميات كبيرة من الذهب لزيادة احتياطاتها، مما ساعد على تقديم الدعم في الربع الثاني للذهب.
وفي وقت سابق أعلن البنك المركزي الصيني عن توقفه عن شراء الذهب في شهر مايو الماضي، لينهي بذلك سلسلة من المشتريات استمرت لمدة 18 شهرًا متتاليًا. ومع ذلك فقد وجدت دراسة أجراها مجلس الذهب العالمي أن المزيد من البنوك المركزية قد تزيد احتياطاتها من الذهب في غضون 12 شهرا.
بالرغم من التهديد الذي يواجه الذهب بشأن بقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت، إلا أنه استطاع خلال شهر يونيو البقاء معتدل في تداولاته ولم يستسلم إلى انهيار السعر ليبقى حتى الآن متماسك فوق المستوى 2300 دولار للأونصة.
يأتي هذا بسبب الدعم الذي يحصل عليه الذهب من المضاربين على شراء المعدن النفيس والذي لم تتاح لهم الفرصة للشراء في موجة الصعود الحادة التي بدأت على الذهب منذ شهر مارس الماضي، وبالتالي مع كل تراجع في أسعار الذهب تدخل قوى الشراء من جديد لتدعم السعر وتمنعه من الهبوط الحاد.
هناك قناعة في الأسواق ولدى المؤسسات المالية العالمية أن الذهب سيعود إلى تسجيل مستويات تاريخية جديدة قبل نهاية العام، مع حقيقة أن البنك الفيدرالي سيلجأ إلى خفض الفائدة عاجلا أم آجلا، بالإضافة إلى استمرار التوترات الجيوسياسية والتي تبقي الطلب على الذهب متواجد بشكل مستمر.