يرى الدكتور محمد هارون ، رجل الأعمال المصري المقيم بالصين، أن الصين غزت العالم بدون رصاصة واحدة، لأنها كانت تمتلك خطة واضحة واستراتيجية لتنفيذها بكل صرامة ودقة. كما أنها تعاملت مع الزيادة السكانية على أنها مصدر قوة ومصدر عمالة.
وأضاف الدكتور محمد هارون، الأستاذ بكلية الصيدلة، صاحب شركة استيراد وتصدير وتطوير محتوى إلكتروني وتعليمي بالصين، أن تكتل “البريكس” لا يستهان به فسكانه يمثلون 45% من سكان الكرة الأرضية، وحجم التيادل التجاري لهم يمثل 28% من إجمالي التجارة العالمية لذلك الصين غزت العالم بدون رصاصة واحدة . ويؤكد هارون أن العقبة في تقدمنا عدم وجود خطة واضحة، و أنفسنا وبناء الثقة بين الحكومة والمواطن.
وإلى نص الحوار..
-
من وجهة نظرك كيف أصبحت الصين أحد أكبر اقتصاديات في العالم؟
من وجهة نظري أول خطوة أخذتها الصين كانت التعامل مع الكثافة السكانية ، هذاالكم الهائل من البشرعلى أنهم مصدر طاقة ، وعمالة ، وليس مشكلة كما تتعامل معها أغلب الدول ،لذلك غزت العالم بدون رصاصة واحدة ، ثانيا أنهم تعاملوا مع قضايا الفساد بشكل صارم وقوي ، وتم محاسبة أي مسئول بكل صرامة وقوة ، ثالثا الإهتمام بالتخصص يعني لا يوجد شخص يفهم في كل حاجة ، لكن هم وصلوا لأن كل شخص يفهم ويعرف ويتعلم كل حاجة عن حاجة معينة فقط ، لذلك غزت العالم بدون رصاصة واحدة وأخير وضع خطط تنمية الدولة والإلتزام بها ومحاسبة المقصرين ،هذه ببساطة الإستراتيجية التي جعلت الصين تغزوا العالم بدون اطلاق رصاصة واحدة .
-
ماهي رؤيتكم لمجموعة البريكس كتكتل اقتصادي.. وما جدوى انضمام دول عربية له؟
- مجموعة البريكس سيكون لها تأثير كبير اقتصاديا للدولة المصريةفدول مجموعة البريكس دول قوية سياسيا واقتصاديا، وستغزو الاعالم بدون رصاصة واحدة كما أن التعاون التجاري بالعملات المحلية سوف يساعد كثير في تسهيل المعاملات التجارية في وجود دولة مثل الصين التي غزت العالم بدون رصاصة واحدة . مصر كانت الدولة الإفريقية المرشحة لتأسيس مجموعة البريكس ، لكن لأسباب سياسية وقتها اعتذرت، وكان البديل دخول دولة جنوب افريقيا ، لكن دائما لا بديل عن مصر وذلك أحد الأسباب المهمة في كون مصرأول دولة تترشح للإنضمام للمجموعة . مصرلها دور كبير في المجموعة لأنها بوابة الشرق الأوسط وافريقيا في المجموعة، وبالرغم من أن جنوب افريقيا عضوة بالمجموعة من سنة 2010 الا أن دور مصر على الصعيد الأفريقي لا يمكن التخلي عنه، كما أن وجود باقي الدول العربية سوف يساعد في تسهيل حركة تجارة النفط ، قوة دول المجموعة لا يستهان بها حاليا فسكان دول المجموعة يشكلون 45% من سكان الكرة الأرضية ، وحجم التعامل التجاري لهم حوالي 28% من إجمالي التجارة العالمية .
-
وماذا عن رؤيتكم للعلاقات المصرية الصينية في العشر سنوات الأخيرة؟
العلاقات المصرية الصينية دائما قوية، ليس فقط في الفترة الأخيرة، مصروالصين بلدين كبيرين ، بتاريخ كبيروالمشترك بيننا ثقافيا واجتماعيا وحضارياوتجاريا كبيرومهم للبلدين .
-
حدثنا عن رحلة العشر سنوات لحضرتك بالصين ؟ وماذا استفدت منها؟
- لقد حضرت إلى الصين أول مرة في بعثة دراسية للحصول على درجة الماجستير وكانت بعثة من الحكومة الصينية ، بعد فترة فتحت شركتي الخاصة هنا في الصين ثم شركة في مصر، واستفدت كثير جدا من تجربة السفر غيرت كل تفكيري وطريقة تعاملي مع الحياة .
- ما الذي يمنعنا في مصر كي تكون لنا تجربة نمو اقتصادي كالصين أواليابان أوماليزيا ؟
– لا يمنعنا إلا أنفسنا النمو الإقتصادي ليس رابع المستحيلات ، ولا اسطورة لكن له شروط يجب توافرها ، أولا يكون عندنا نظام وخطة ،ونكون ملتزمين بها وبتنفيذها سواء على صعيد الحكومة، وكذلك المواطن ، ولكن أولا لابد من بناء الثقة بين المواطن والحكومة .