انطلاقا من مبدأ تحقيق التوازن والتنوع في العلاقات وفتح أفاق اقتصادية جديدة تركز محور اهتمام السياسة الخارجية المصرية خلال “العقد الفائت” من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي على الحفاظ على المصالح الوطنية للدولة والتعاون المشترك مع كافة دول العالم مع احترام الشئون الداخلية لكل دولة.
بالعودة للوراء 10 سنوات، اتسمت الدبلوماسية المصرية الخارجية بالصبر والإتزان النابع من عمق خبرة وكفاءة، استطاعت مصر تجاوز مرحلة الخطر بسرعة لتبدأ مرحلة التفكير الهادىء وربح أصدقاء جدد كي تتوازن المعادلة المصرية من هنا كان لابد من اعادة التفكير في المعسكر الشرقي كي يكون لنا نصيب بجانب النمور الآسيوية الذي توج “بالبريكس” .
لا شك أن السياسة الخارجية المصرية على مدار العشر سنوات الماضية شهدت نشاطا مكثفا لتعزيز السلام والاستقرارعلى مستوى الوطن العربي.
الجمهورية الجديدة عربيا
وفي الأزمة الليبية ركزت السياسة الخارجية المصرية على دعم أساسي للدولة الليبية و استضافة مدينة الغردقة اجتماع الأطراف الليبية في إطار اللجنة الدستورية، فضلا عن استضافة مدينة الغردقة اجتماع الأطراف الليبية في إطار اللجنة الدستورية،و استضافة اجتماعات لجنة 5+5، استضافة مصر لملتقى القبائل الليبية عام ،2015 ومن خلال الساسة الخارجية الناجحة استضافة رئيس الجمهورية لمشايخ وأعيان القبائل الليبية في يوليو ٢٠٢٠، وكذلك مشاركة مصر في مؤتمري برلين 1 و 2 لحل الازمة الليبية.
القضية الفلسطنية
أما عن الموقف من القضية الفلسطنية ، فدائما ما تدعم مصر الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فقد استضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة عام 2014 في القاهرة، وركزت الساسة الخارجية المصرية على إطلاق المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة وتقديم مساعدات قيمتها 500 مليون دولار للقطاع وعقد اجتماع تنسيقي وزاري ضم وزراء خارجية كل من فرنسا واليونان وقبرص وإيطاليا،.
الجمهورية الجديدة إفريقيا
في إفريقيا تأتي زيارة الرئيس التاريخية إلى غينيا عام 2019 كأول زيارة لـ رئيس مصري منذ 1965. كما ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية حول تغير المناخ وذلك لمدة عامين، وعقدت القمة التنسيقية الأولى بين الاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية بالقاهرة.
كان للسياسة الخارجية الناجحة الفضل في مشاركة الرئيس عام 2019 في القمة الألمانية الأفريقية ببرلين، والتي تهدف إلى التعاون الاقتصادي بين أفريقيا ودول مجموعة العشرين من خلال مشروعات مشتركة تسهم في إسراع وتيرة النمو بالقارة السمراء، وفي عام 2019 استضافة مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة فعاليات منتدى إفريقيا 2019 . كما ترأست مصر الإتحاد الإفريقي أثناء انتشار فيروس كورونا ، زيارة الرئيس للنيجر لحضور القمة الإستثنائية عام 2019 .
العلاقات الخارجية مع الدول الأسيوية
منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم وعينيه متجه صوب الشرق الذى بدا أكثر تفهما واستيعابا للدولة المصرية الجديدة ومع تولد هذه الكيميا الدبلوماسية نجحت مصروبدلوماسية السياسة الخارجية المصرية فى إدراج المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بقائمة مشاريع الممر البحري لمبادرة الحزام والطريق الصينية، كما اتفقت مصر والصين على شراكة استراتيجية متكاملة عام 2014، وبذلك أصبحت مصر رابع أكبر شريك للصين في القارة الإفريقية، وتعتبر الصين الشريك التجاري الأول لمصر.
و كأول رئيس عربي وثاني رئيس أفريقي ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي خطابا أمام البرلمان الياباني في أول زيارة مصرية لليابان منذ أكثر من 16 عاما، ومشاركة مصر بقمة منتدى الهند أفريقيا 2015، ومع زيارة الرئيس عدد من الدول الآسيويةكإندونيسيا وسنغافورة وكازاخستان فتتحت آفاق جديدة للتعاون .
في القارة العجوز أوروبا
فقد تم اختيار القاهرة مقرا لمنظمة منتدى غاز شرق المتوسط بعد توقيع مصر على اتفاقية تأسيس المنتدى عام 2019، وحضرالرئيس قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى 7Gعام 2019 التي عقدت بفرنسا لعرض الرؤية الإفريقية إزاء سبل تحقيق السلام والتنمية المستدامة، وترسيخ أسس الشراكة بين أفريقيا ودول المجموعة.
وعقد بمدينة شرم الشيخ أول قمة عربية أوروبية في شهر فبراير 2019، كما استضافت القاهرة القمة الأولى من فعاليات آلية التعاون الثلاثي مع اليونان وقبرص عام 2014، وفي تلبية لدعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في يونيو 2015جاءت زيارة الرئيس إلى ألمانية . وشارك الرئيس في أعمال مؤتمر ميونخ عام 2019 من ألمانيا لطرح رؤية مصر للتوصل لحلول سياسية لأزمات الشرق الأوسط، وأيضا طرح جهودها في مكافحة الإهاب والتطرف.
مصر والدب الروسي
في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي توطدت العلاقات بين مصر وروسيا من خلال السياسة الخارجية الناجحة ، وتبادل الرئيسان عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين الزيارات بين القاهرة وموسكو بجانب الكثير من اللقاءات على هامش المؤتمرات الخارجية،
عزّزت زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لمصر من العلاقة الاستراتيجية بين البلدين .
يوجد 9زيارات متبادلة بين الرئيسين المصري والروسي منذ ،2013 بخلاف زيارات الوفود رفيعة المستوى المتبادلة بين البلدين، قيام الرئيس بزيارة روسيا في ظل رئاسته للاتحاد الإفريقي، ترأس خلالها مع نظيره الروسي أعمال القمة الروسية الأفريقية الأولى في أكتوبر 2019، عودة الطيران الروسي إلى شرم الشيخ والغردقة في أغسطس 2021 بعد توقف دام 6 سنوات، وتدشين آلية الحوار الاستراتيجي (2+2) والتوقيع على اتفاق الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين مصر وروسيا، وفي 12/4/2021، قام سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية بزيارة لمصر، حيث استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي وشهد اللقاء التباحث حول التعاون على الصعيدين العسكري والأمني، بما فيها آلية التعاون المشترك في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب .
العلاقات المصرية الأمريكية
ترتبط مصر بالولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات قديمة تمتد إلى القرن التاسع عشر، وتعود بداية هذه العلاقات إلى توقيع المعاهدة الأمريكية – التركية التجارية في 7 مايو 1830. ومنذ ذ لك الحين شهدت العلاقات المصرية الأمريكية تنامي وتطور مستمر ، حيث عملت دبلوماسية الدولتين على إيجاد أطار مؤسسي يتسم بصفة الاستمرارية وهو ما يُطلق عليه في السياسة الدولية “الحوار الإستراتيجي” ، لتحقيق التفاهم بين البلدين بمعزل عن التفاصيل اليومية لإدارة العلاقات بين الدولتين.
وخلال العشر سنوات الماضية نجحت السياسة الخارجية المصرية فى تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، واستئناف الحوار والتعاون الاستراتيجي معها ففي أغسطس 2015، تصدر مصر قائمة الدول الأفريقية المستقبلة للاستثمارات الأمريكية المباشرة، كذلك زيارة الرئيس إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 2017 تلبية لدعوة الجانب الأمريكي.
في السياق ذاته قام رئيس مجلس الوزراء سامح شكري بزيارة هامة لواشنطن في أكتوبر 2019، وتم تكثيف الزيارات المتبادلة مع كندا والدول اللاتينية لتطوير العلاقات الثنائية بمختلف المجالات، وكذلك دخول اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين مصر وتجمع دول الميركسور حيز النفاذ منذ سبتمبر 2017.