تداولت الأسهم الآسيوية اليوم الأربعاء ضمن نطاق ضيق بعد تراجعها في الجلسة السابقة، حيث أثارت خطة التعريفات الجمركية التي يقودها الرئيس المنتخب دونالد ترمب القلق في الأسواق الناشئة. في الوقت نفسه، سجل الدولار النيوزيلندي ارتفاعاً ملحوظاً بعد أن أشار البنك المركزي النيوزيلندي إلى تخفيضات تدريجية في أسعار الفائدة في المستقبل.
آداء الأسواق الآسيوية والسلع
انخفض مؤشر “إم إس سي آي” (MSCI) لآسيا والمحيط الهادئ بنسبة أقل من 0.1% بعد تراجع بنحو 0.6% في الجلسة السابقة. في حين شهدت أسواق الأسهم في اليابان وهونغ كونغ تراجعاً، سجلت الأسهم الأسترالية مكاسب. كما ظلت العقود الآجلة للأسهم الأميركية مستقرة بعد أن سجل مؤشر “إس آند بي 500” رقماً قياسياً جديداً. من ناحية أخرى، انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 0.1%، مما قلص بعض قوته التي ظهرت يوم الثلاثاء، وضغط على عملات مثل البيزو المكسيكي واليوان الصيني.
التعريفات الجمركية وسياسات ترمب
ترتبط هذه التحركات في الأسواق بالتوقعات بشأن سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترمب التجارية، حيث ينتظر المستثمرون تعيين جيميسون غرير كممثل تجاري للولايات المتحدة، وهو الذي له صلة وثيقة بقرارات السياسة التجارية لترمب. وفقاً لفريدريك نيومان، كبير الاقتصاديين في آسيا لدى مجموعة “إتش إس بي سي” (HSBC)، ما زالت آفاق فرض المزيد من التعريفات الأمريكية تمثل مصدر قلق للأسواق الآسيوية، خاصة إذا تم تأكيد تعيين غرير في هذا المنصب، وهو ما قد يشير إلى موقف تجاري أكثر تشدداً من الولايات المتحدة.
الدولار النيوزيلندي والاقتصاد العالمي
في المقابل، ارتفع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.8% بعد أن خفض بنك الاحتياطي النيوزيلندي سعر الفائدة الرسمي بمقدار 50 نقطة أساس كما كان متوقعاً، مع تقديم إشارات إلى تخفيضات تدريجية في المستقبل. في سياق متصل، هناك تقارير تفيد بأن ترمب قد اختار كيفين هاسيت لقيادة المجلس الاقتصادي الوطني، وهو دور محوري في رسم السياسات الاقتصادية في مجالات الضرائب والتجارة والإنفاق.
التوترات الجيوسياسية وأسواق السندات
فيما يتعلق بالتوترات الجيوسياسية، شهدت أسواق الأسهم استقراراً بعد أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، ما قلل من حدة المخاوف في الشرق الأوسط. بينما ارتفعت الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء، كانت استجابة سوق السندات معتدلة، بعد ثاني أكبر ارتفاع لها هذا العام، حيث أشار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إلى دعمهم لنهج حذر في خفض أسعار الفائدة. ارتفعت عوائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار ثلاث نقاط أساس إلى 4.31%، وظلت مستقرة في التداولات الآسيوية.
أسواق السلع
في أسواق السلع، كانت أسعار النفط ثابتة قليلاً صباح اليوم الأربعاء بعد أن أظهرت بيانات من القطاع انخفاضاً في المخزونات الأمريكية. ينتظر المتداولون الاجتماع المقبل لمنظمة “أوبك” هذا الأسبوع، في حين سجل الذهب استقراراً دون تغير ملحوظ.
نظرة مستقبلية
تتسم الأسواق حالياً بنظرة حذرة في ظل التوقعات الاقتصادية المتباينة، ما بين سياسات التجارة الأمريكية الجديدة ومؤشرات الاقتصاد العالمي. تبدو الأسواق على أتم استعداد لمتابعة التطورات في السياسات الاقتصادية سواء في الولايات المتحدة أو عبر الأسواق العالمية، خاصة مع ما قد تؤول إليه أسعار الفائدة وتحركات الاحتياطي الفيدرالي.