يساعد الروتين اليومي على وضع الأمور في نصابها الصحيح ويقلل من الضغط والتوتر على الكبار والصغار
تعديل السلوك بالروتين
توضح الدكتورة مريم الخشت، أخصائية تعديل السلوك للأطفال والمراهقين، أن الروتين يساهم في منح الأطفال فكرة كاملة عما هو مطلوب منهم القيام به وما هو مقبول وما ليس بمقبول، وبالتالي يجب أن يتضمن الروتين الأسري المُعد من قبل الأبوين خُططًا بديلة للأوقات التي يسيء فيها أطفالهم التصرف، ومن الممكن أن يساعد الحديث بشكل متكرر عن أهمية الروتين على زيادة رغبة الأطفال في الالتزام بالقواعد الأسرية دون تذمر.
كيف يعمل الروتين على ضبط السلوك؟
وتشرح كيف يعمل الروتين على ضبط السلوك فتؤكد أن الالتزام بالروتين عادة يدفع الأطفال إلى أن يتعاونوا لإنجاز مهام متسلسلة يرتبط كل منها بالآخر، كأن يبدأ وقت الترفيه بعد انتهاء الفروض المدرسية وغلق الكتب، فإذا كان أحدهم لا يفهم جزئية معينة سيقوم الأكبر منه تلقائيًا بمحاولة مساعدته وشرح ما يحتاج من أجل إنجاز الفروض وبدء الترفيه.
بدائل للأنشطة
وأضافت أنه عند الالتزام التام بالروتين المُعد يعرف أطفالك أن هناك دائمًا بدائل غير مرغوبة للأنشطة التي تقومون بها معًا إذا أساؤوا التصرف، وبالتالي يحاولون قدر الإمكان الالتزام للوصول إلى ما هو مخطط أصلاً.
مثل اعتياد أحد الأبوين على قراءة قصة ما قبل النوم للأطفال، أو الحداء في السيارة في الطريق للتمارين.
خطة جيدة
وتابعت يوفر الالتزام بالروتين خطة جيدة لحصول الأطفال على مقدار كافٍ من النوم، ووجبات غذائية منتظمة، وأوقات كافية للعب والأنشطة، وبالتالي فمن المرجح أن يتصرفوا بشكل جيد وملائم.
نصائح لتطبيق روتين ناجح
وتقدم المتخصصة نصائح لاستخدام الروتين كمحفز لضبط السلوك:
• لتجنب افتعال أطفالك للمشكلات والشجار لأسباب غير مهمة؛ عليك بتخصيص بعض الوقت بعد عودتهم من المدرسة وعودتك من العمل مباشرة للاسترخاء وطرح الإرهاق جانبًا قبل البدء في المهام الروتينية المخططة مسبقًا.
كأن يلعب كل صغير بلعبة يحبها، أو يراجع بعض محفوظاته من القرآن، أو يجلس على الأرجوحة، أو يقود دراجته في الفناء لوقت قصير.
• منح بعض الدقائق المستقطعة بين كل مهمة وأخرى يخفف من الضغط على أطفالك، ويمنحهم شعورًا بالحرية من آن لآخر.
• ربط الأنشطة المملة ببعضها يشجع أطفالك على إنجازها بشكل أسرع؛ كأن ينقل ملابسه التي تحتاج للغسيل إلى الحمام أثناء ذهابه لغسل أسنانه.
• وضع الحدود الزمنية يمكن أن يُحفز أطفالك لإنهاء ما يقومون به؛ كتخصيص وقت قيامك بإعداد الطعام لإنهاء الأطفال الفروض المدرسية، أو تحديد وقت ألعاب الفيديو بنصف ساعة
• يحتاج طفلك إلى شرح جيد للروتين لكي يفهم ما تتوقع منه القيام به، حتى الصغار منهم يمكنهم فهم شرح بسيط ومنسق تقدمه بحُب.
• يساعد الحديث عن أهمية الروتين على حث أطفالك على الالتزام به؛ كشرح أهمية تناول الغداء مبكرًا يوم الخميس ليتبع ذلك زيارة الجدة.
• ضع الروتين بلغة أطفالك بكلمات وأفكار يمكنهم فهمها وتطبيقها دون لبس.
تحفيز أطفالك لتطبيق الروتين:
يشير أوستين كليون في كتابه ” اسرق مثل فنان” إلى بعض النصائح التي تحفز تطبيق الروتين أهمها
• تصميم الروتين على ملصق ملون، مع بعض الكلمات المرحة والعبارات التي يعتادون استخدامها ورسومات كاريكاتيرية، وتعليق الملصق في مكان يمكن لجميع أفراد الأسرة رؤيته بوضوح.
• كإيجاد طريقة تُذكّر أطفالك بانتهاء المهلة الزمنية للنشاط أو المهمة التي يقومون بها، مثل منبه أو جرس يوضع في غرفهم دون الحاجة لتدخل أحد الأبوين.
• بعض المهام المنزلية تشجع طفلك وتمنحه شعورًا بالمسؤولية؛ كأن يُطلب منه تجهيز المائدة قبل وضع الطعام، أو غلق محابس المياه قبل السفر.
• المديح يصنع المعجزات، وتأكد أن تمدح سلوك طفلك بشكل محدد؛ مثل: كم كان هذا تصرفًا عطوفًا!! يا له من ترتيب رائع! وهكذا…
وفي النهاية يجب أن نؤكد أنه من السهل المبالغة في وضع روتين مضغوط دون أى متنفس، ولكن من الجيد أن يكون للأطفال وقت فراغ من أجل اللعب والمرح والإبداع.