شهدت الأسواق المالية في كوريا الجنوبية تراجعاً حاداً خلال تعاملات اليوم الأربعاء، إثر الاضطرابات السياسية التي أعقبت إعلان الرئيس “يون سوك يول” حالة الأحكام العرفية يوم أمس الثلاثاء. وعلى الرغم من الانخفاض الكبير في الأسهم، فقد سجلت العملة المحلية “الوون” تحسناً طفيفاً، مما عوض جزءًا من خسائرها التي تكبدتها في الأيام الماضية.
وانخفض مؤشر “كوسبي المركب”، الذي يعد المقياس الرئيسي للأسواق المالية في كوريا الجنوبية، بنسبة 1.29% ليصل إلى 2467 نقطة. في المقابل، تراجع مؤشر “كوسداك المركب”، الذي يركز على أسهم التكنولوجيا، بنسبة 1.97% ليصل إلى 677 نقطة.
أما بالنسبة للأداء الفردي للشركات الكبرى في البلاد، فقد تراجعت أسهم شركة “سامسونج” بنسبة 1.12%، حيث وصل سعر السهم إلى 53000 وون. كما شهد سهم “إل جي إنرجي سولوشن” انخفاضاً بنسبة 1.39% ليصل إلى 391500 وون، بينما هبط سهم “هيونداي موتور” بنسبة 2.1% ليصل إلى 210000 وون.
ويأتي هذا التراجع في الأسواق المالية في وقت تشهد فيه كوريا الجنوبية حالة من الاضطراب السياسي بعد إعلان الرئيس “يون” فرض الأحكام العرفية. وقال الرئيس الكوري الجنوبي إنه اتخذ هذه الخطوة بهدف حماية البلاد من أي تهديدات سياسية مرتبطة بكوريا الشمالية، واتهم بعض الساسة بالتواطؤ مع الجارة الشمالية. إلا أن هذه الخطوة أثارت موجة من الاحتجاجات، حيث طالبت قوى المعارضة الرئيس “يون” بالاستقالة على خلفية اتخاذه هذا القرار. وفي وقت لاحق، صوت البرلمان الكوري الجنوبي على إلغاء حالة الطوارئ التي فرضها الرئيس بعد فترة قصيرة من تطبيقها، في خطوة تهدف إلى تهدئة الوضع السياسي.
وأعلن الحزب المعارض الرئيسي في كوريا الجنوبية عن عزمه تقديم اتهام بالخيانة ضد الرئيس “يون”، وهو ما قد يؤدي إلى محاولة عزله من منصبه. وتعكس هذه الأحداث مستوى التوتر السياسي الكبير الذي تمر به البلاد، وهو ما أثر بشكل مباشر على الأسواق المالية في كوريا الجنوبية.
أما على صعيد العملة المحلية، فقد شهد الوون الكوري الجنوبي تراجعاً كبيراً في اليومين الماضيين نتيجة للأزمة السياسية المفاجئة. لكن العملة المحلية بدأت في التعافي اليوم، حيث انخفض سعر صرف الدولار بنسبة 1.25% ليصل إلى 1410.50 وون.
وفي سياق الأزمة الاقتصادية، قال “كيم بيونج هوان”، نائب وزير الاقتصاد والمالية في كوريا الجنوبية، في بيان رسمي إن الحكومة مستعدة لتخصيص 10 تريليونات وون (ما يعادل نحو 7.07 مليار دولار) لدعم استقرار السوق المالية في أي وقت، في خطوة تهدف إلى احتواء التداعيات الاقتصادية للأزمة السياسية وضمان استقرار الأسواق في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
تراجع الأسهم الكورية الجنوبية، أسهم كوريا الجنوبية، كوريا الجنوبية الاضطراب السياسي في كوريا الجنوبية