قام تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، بزيارة الصين للمرة الثالثة هذا العام في إطار سعيه لتقليل تأثير السياسات التجارية المستقبلية، لا سيما التعريفات الجمركية التي قد تفرضها إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على المنتجات الصينية. الزيارة جاءت في وقت حساس، حيث يستعد العالم لتأثير السياسات التجارية الجديدة التي من المتوقع أن تؤثر بشكل كبير على التجارة العالمية.
في زيارة تميزت بالاهتمام بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين، انضم كوك إلى أكثر من 20 من كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات العالمية، للمشاركة في مائدة مستديرة مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في بكين. وركزت المناقشات على القضايا المتعلقة بـ سلاسل التوريد والتجارة، وهي أول جلسة حوار رفيعة المستوى بين مسؤولين صينيين وشركات أجنبية بعد فوز ترامب في الانتخابات.
ترامب كان قد أعلن عن خطط لفرض تعريفة جمركية بنسبة 60% على السلع الصينية، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على شركات مثل أبل، التي تعتمد على الصين بشكل كبير في تصنيع منتجاتها مثل آيفون وAirPods وMac. وقد أشار كوك إلى أهمية الشركاء في الصين قائلاً: “لا يمكننا أن نفعل ما نفعله بدونهم”.
وفي ظل المنافسة المتزايدة من شركات محلية مثل هواوي، كانت أبل تواجه تحديات في الصين خلال العام الماضي، بما في ذلك تباطؤ المبيعات وطلبات الحكومة الصينية من موظفيها بعدم استخدام آيفون في العمل.
زيارة كوك إلى الصين جاءت بعد تصريحات ترامب التي وعد فيها بزيادة التعريفات الجمركية على السلع القادمة من المكسيك وكندا والصين، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في التكاليف للشركات والمستهلكين الأمريكيين. ويرى الخبراء أن هذه السياسات قد تؤثر بشكل خطير على سلاسل التوريد العالمية، ما يزيد من الضغط على الاقتصاد الأمريكي.
خبراء السوق توقعوا أن فرض هذه الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع وزيادة الأعباء الضريبية، مما قد يضر بمقدرة الأسر الأمريكية على شراء السلع. وفي الوقت نفسه، شهدت العملات المحلية مثل الدولار الكندي والبيزو المكسيكي تراجعًا ملحوظًا في أسواق المال بسبب التوترات التجارية المتزايدة.