ذكرت شركة “وود ماكنزي” للاستشارات، في تقريرها الأخير، أن الرئاسة الثانية لدونالد ترامب ستُحدث تغييرات جذرية في مجالات متعددة، أبرزها الطاقة و البيئة، حيث يتوقع أن تؤدي السياسات المرتقبة إلى تغييرات كبيرة في الرسوم الجمركية على الواردات، وكذلك في العلاقات الدولية الخاصة بالاتفاقيات البيئية، مثل اتفاقية باريس للمناخ.
تراجع في نمو مشاريع الطاقة المتجددة
من بين أبرز التوقعات التي حملها تقرير “وود ماكنزي” هو أن التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح و الطاقة الشمسية و مركبات الكهرباء، سيكون أقل من المتوقع في حال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، بسبب تعديل سياسات الدعم للحوافز المنصوص عليها في قانون خفض التضخم. الشركة توقعت أن إدارة ترامب الثانية قد تؤدي إلى تقليص مشاريع الطاقة المتجددة بنحو ثلث، وهو ما سيؤثر بشكل سلبي على نمو القطاع في الولايات المتحدة.
إلغاء حوافز مركبات الكهرباء
من المتوقع أيضًا أن تراجع إدارة ترامب معايير انبعاثات العوادم التي كان من المفترض أن تبدأ في عام 2027، وهو ما قد يُخفف من الضغوط التي كانت تُدفع الشركات المصنعة نحو التحول إلى المركبات الكهربائية، وبالتالي فإن الطلب على هذه السيارات قد يتباطأ.
التعريفات الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي
سياسات التعريفات الجمركية التي من المتوقع أن تفرضها إدارة ترامب على الواردات ستُؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة والعالم، ما سينعكس بدوره على الطلب على النفط. وفقًا لتوقعات “وود ماكنزي”، فإن الطلب العالمي على النفط قد يتراجع بحلول عام 2025 بمقدار 0.5 مليون برميل يوميًا، مما قد يُقلل من أسعار النفط بنحو 5 إلى 7 دولارات للبرميل مقارنة بالأسعار الحالية، بشرط عدم حدوث أي توترات جيوسياسية قد تُزيد من الأسعار.
استفادة صناعة الغاز الطبيعي المسال
بينما ستشهد بعض القطاعات تراجعًا، فإن صناعة الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة من المتوقع أن تكون الفائزة الكبرى في حال فاز ترامب في الانتخابات. الشركة أشارت إلى أن ترامب كان قد وعد سابقًا بـ إلغاء تجميد تصاريح تصدير الغاز إلى الدول التي لا تربطها اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة، مما سيعزز صادرات الغاز الأمريكي ويزيد من الإيرادات في هذا القطاع.
خلاصة التقرير
يتوقع تقرير “وود ماكنزي” أن يكون لانتخاب ترامب تأثيرات كبيرة على أسواق الطاقة، سواء على مستوى الطاقة المتجددة أو على مستوى أسواق النفط والغاز. وفي حين أن بعض القطاعات مثل الغاز الطبيعي المسال قد تستفيد من سياساته، إلا أن الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي العام قد يشهدان تحديات كبيرة نتيجة للسياسات التي قد يُنفذها في حال فوزه بولاية ثانية.