أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر ترتكز على القدرات البشرية والخبرات التي يمتلكها القطاع، والتي تعد المحرك الأساسي لاستمراره في تصدر النمو بين قطاعات الدولة خلال السنوات الست الماضية. وقال إن هذه التطورات التي شهدها القطاع لم تكن لتتحقق دون جهود العاملين فيه، الذين ساهموا في زيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي من 3.2% منذ 6 سنوات إلى 5.8% في العام المالي الماضي.
جاء ذلك في كلمة الوزير خلال مشاركته في ملتقى شركاء أعمال Tech Heritage – IBM واحتفالية الشركة بمناسبة مرور 70 عامًا على تأسيسها في مصر، التي أُقيمت في منطقة الصوت والضوء بأهرامات الجيزة، بحضور عدد من المسؤولين منهم الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، والمهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات، وعدد من قيادات القطاع التكنولوجي.
تاريخ عريق للقطاع ومساهمات بارزة
في بداية كلمته، هنأ الدكتور عمرو طلعت شركة IBM بمناسبة احتفالها بمرور 70 عامًا على تواجدها في مصر، مشيرًا إلى أن تاريخ قطاع الاتصالات في مصر يعود إلى عام 1854 مع تأسيس الشركة المصرية للاتصالات تحت اسم “الشركة الشرقية للتلغراف”، حيث تم تأسيس أول خط تلغراف. كما أشار إلى إنشاء البريد المصري عام 1865، وكذلك انضمام مصر إلى الاتحاد الدولي للاتصالات في نفس العام.
وأكد وزير الاتصالات أن مصر شهدت تطورًا كبيرًا في هذا القطاع، فقد بدأ إتاحة الحواسب التجارية في منتصف القرن الماضي، وشهد القطاع أيضًا تطورًا متسارعًا في السنوات الأخيرة على مستوى السرعة وكفاءة الإنترنت. وأوضح أن مصر قفزت في تصنيف سرعة الإنترنت الثابت من المركز الأربعين في أفريقيا إلى المركز الأول منذ عامين، كما تحسن تصنيفها في مؤشر البنك الدولي لجاهزية الحكومة للتحول الرقمي من الفئة “ج” إلى الفئة “أ”.
نمو صناعة التعهيد وتوسعات في الذكاء الاصطناعي
لفت الدكتور عمرو طلعت إلى نمو صناعة التعهيد في مصر، حيث ارتفع عدد العاملين في هذه الصناعة من 90 ألف متخصص إلى أكثر من 140 ألف متخصص في غضون عامين فقط. وأضاف أن مجالات صناعة التعهيد في مصر توسعت لتشمل مراكز الاتصال، والخدمات البرمجية، وكذلك الخدمات عالية القيمة مثل تصميم الدوائر الإلكترونية، وأشباه الموصلات، والبرمجيات المدمجة في السيارات.
وأشار أيضًا إلى النمو الكبير في صادرات مصر من التعهيد، حيث زادت بنسبة 54% في عام واحد، مؤكدًا أن مصر استطاعت جذب 5 شركات عالمية لتصنيع أجهزة المحمول والحاسبات اللوحية، مما أسهم في زيادة القيمة المضافة لهذه الصناعات بما يزيد عن 40%.
الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في مصر
وفيما يخص الذكاء الاصطناعي، أوضح الوزير أنه تم تطبيق النسخة الأولى من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي على مدار الثلاث سنوات الماضية. وأشار إلى أن مركز الابتكار التطبيقي قد أسهم في تطوير منظومات الذكاء الاصطناعي في عدة قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية، والزراعة، والبيئة، وإدارة الموارد المائية. وأكد أن مصر تقدمت 49 مركزًا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، مما يعكس الجهود الكبيرة المبذولة في هذا المجال.
كما أشار إلى إطلاق مشروع مراكز إبداع مصر الرقمية في 2019 بهدف تعزيز الفكر الابتكاري، حيث تم إنشاء 23 مركزًا حتى الآن في مختلف محافظات الجمهورية، مما يسهم في زيادة القدرة التنافسية للقطاع ويُسهم في تحقيق رؤية الدولة للتحول الرقمي.
مصر في صدارة القطاع التكنولوجي
أكد الدكتور عمرو طلعت في ختام كلمته أن مصر قد بدأت رائدة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وستظل دائمًا في الريادة بفضل جهود أبنائها في هذا القطاع، مشيدًا بالدور الكبير الذي تلعبه الكفاءات البشرية المصرية في دعم التطورات التكنولوجية والرقمية التي تشهدها الدولة.
وأوضح أن القطاع سيظل أحد المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي في مصر، مشيرًا إلى أهمية استمرار التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص في تحقيق أهداف التحول الرقمي وتعزيز مكانة مصر في السوق العالمي لتكنولوجيا المعلومات.