يُعد جواز السفر الهندي معروف بضعفه من حيث دخول البلدان، لكن وضعه أخذ يتحسن مع تنامي ثروة الهند.
حتى بعد تخفيف كثير من الدول في الآونة الأخيرة قيودها على المسافرين من الهند، فإن 61 دولة فقط لا تفرض تأشيرات سفر على الهنود (بالمقارنة مع 200 تقريباً تسمح بدخول مواطني الدول الأثرى دون تأشيرة).
لكن التغيير قد بدأ، إذ افتتحت دول من البيرو إلى المغرب مكاتب سفر لها أو عمدت إلى توسيع مكاتبها في المدن الهندية، واستعانت بنجوم بوليوود كسفراء لها وقدمت رحلات مجانية لمشغلي الرحلات السياحية.
أنشأ مجلس السياحة في سنغافورة مثلاً منصة في أحد مراكز التسوق الكبرى في مومباي، تخللتها عروض لمنسقي الموسيقى وتقديم أطباق سنغافورية محلية مميزة وروجت لمعالمها السياحية عبر شاشات ضخمة.
أمّا السعودية، التي قالت إنها تطمح لزيادة عدد السياح الهنود إلى 7.5 مليون سنوياً بحلول 2030 مقارنة مع 1.5 مليون في العام الماضي، فافتتحت مكاتب لتأشيرات السفر، واستضافت معارض عن ثقافتها. كما بدأت تصدر تأشيرات مرور لأربع أيام للمواطنين الهنود المسافرين في رحلات طويلة تتوقف في السعودية، مع خدمات نقل داخل المملكة.
في أبريل، خفف الاتحاد الأوروبي القيود على دخول المواطنين الهنود من خلال إصدار تأشيرات دخول متعدد لفترات أطول لمن سبق لهم أن دخلوا منطقة الاتحاد مرتين في السابق على الأقل.
في ذلك الشهر، بدأت اليابان أيضاً بالسماح للمواطنين الهنود بالاستفادة من إجراءات التأشيرات الإلكترونية المبسطة. أمّا الإمارات العربية المتحدة التي تضمّ جالية هندية كبيرة، فبدأت هذا العام بإصدار تأشيرات سفر متعددة الدخول للمواطنين الهنود. قال شيانغ لي، أستاذ السياحة في جامعة سنترال فلوريدا: “حين تخفف دولة ما القيود على تأشيرات السفر، فإن تأثير ذلك لا ينحصر بتسهيل دخول الأجانب، بل يوجه رسالة قوية عن الضيافة في ذلك البلد”.
بلغ عدد الأسفار الدولية لمواطنين هنود نحو 13 مليون رحلة في 2022، بحسب “ماكنزي أند كو” التي تتوقع ارتفاعاً في هذا العدد إلى أكثر من 80 مليوناً سنوياً بحلول 2040. كما قال موقع “بوكينغ دوت كوم” (Booking.com) إنه يتوقع أن يصبح الهنود رابع أكبر جنسية من حيث الإنفاق على السفر الخارجي في العالم بحلول 2030، حيث سيصرفون 410 مليارات دولار سنوياً، أي نحو ثلاثة أضعاف معدل 2019. وأفادت دراسة سنوية صادرة عن “ماستركرد” (Mastercard) بأن “عدد الهنود الذين يقبلون على السفر أكبر من أي وقت مضى”.
جاء هذا النموّ مدفوعاً بزيادة ثراء الطبقة الوسطى التي زاد إنفاق أفرادها على السفر 25% حتى هذا الوقت من العام بالمقارنة مع الفترة عينها من 2023 بحسب شركة “إس أو تي سي” (SOTC) الهندية لتنظيم الجولات السياحية. يقود هذه الموجة أبناء الجيل “زد” المولودون بين نهاية التسعينات وبداية الألفية، حيث يخطط أربعة من كل خمسة منهم للسفر بعد أن يحصلوا على وظيفة أو حين يتلقون أول راتب، حسب موقع “سكاي سكانر” (Skyscanner) لحجز تذاكر السفر.