السيسي: اتحاد الغرف السياحية قدم رؤية لـ”الوزارة” للقضاء على الأزمة ولم تُقبل
زعير يحدد 4 مطالب للقضاء على “حج الزيارة”
أثارت أزمة وفاة الحجاج المصريين جدلًا واسعًا خلال اليومين الماضيين لكونها المرة الأولى التي يُسجل فيها عددًا كبيرًا من الوفيات، وذلك بعدما أعلنت وزارة الصحة السعودية، أن عدد الوفيات بين الحجاج جراء موجة الحر هذا الموسم تجاوز 1300 شخص، منهم 83% من حجاج غير مسجلين.
وأكدت وزارة الصحة السعودية، أن ارتفاع عدد الموتى يرجع إلى الحجاج غير المصرح لهم بالحج الذين ساروا مسافات طويلة تحت ضوء الشمس المباشر دون مأوى أو راحة.
وقدرت مصادر أمنية وطبية عدد المصريين الذين لقوا حتفهم بـ 672 شخصًا، بالإضافة إلى 25 آخرين في عداد المفقودين، بحسب وكالة رويترز.
وسحبت الحكومة المصرية تراخيص 16 شركة سياحة – بصورة مبدئية – قامت بالتحايل وتسفير الحجاج بصورة غير نظامية، ولم تقدم أي خدمات للحجاج، كما كلف رئيس مجلس الوزراء، بإحالة مسؤولي الشركات إلى النيابة العامة، مع تغريمها لصالح أسر الحجاج الذين تسببوا في وفاتهم.
خلية الأزمة التي شكلها مجلس الوزراء المصري للتعامل مع الوضع، كشفت أن شركات السياحة التي أرسلت حجاجًا إلى السعودية بتأشيرات زيارة شخصية بدلًا من تأشيرات الحج المطلوبة عرّضت حياة الحجاج للخطر من خلال إرسالهم سيرًا على الأقدام إلى مكة عبر الطرق الصحراوية أثناء موجة الحر لتجنب القبض عليهم من قبل السلطات السعودية ولم يقدموا لهم الخدمات الطبية والإقامة اللازمة.
وقال باسل السيسي، عضو الجمعية العمومية بالاتحاد المصري للغرف السياحية، إن أزمة وفاة الحجاج المصريين كانت متوقعة، وجاءت نتيجة الأعداد الكبيرة التي سافرت خلال أشهر الحج بتأشيرة زيارة سواء من قِبل الشركات السياحية الرسمية أو الكيانات الوهمية.
وأضاف السيسي لـ”اقتصاد بالعربي”، أن الاتحاد قدم من قبل رؤية للجنة دعم الحج السياحي بوزارة السياحة والآثار، لحل أزمة الحج في مصر، ولكن لم تُقبل أو يؤخذ بها، مشيرًا إلى أن وزارة السياحة أوقفت الشركات الـ16 منذ شهر مايو بعد ملاحظة إصدارها باركود الحج بأعداد كبيرة ولافتة للنظر.
ولفت السيسي، إلى أن حج الزيارة لا يوفر تنظيم أو إقامة مناسبة للحجاج، فضلًا عن وسائل نقل أو رعاية صحية أو إشراف أثناء مناسك عرفة، ولكن يلجأ إليه المواطنون لانخفاض تكلفته التي تنعكس في نهاية الأمر على الخدمة المقدمة.
وطالب عضو الاتحاد، بتشكيل لجنة من قبل وزارة السياحة لاستقبال المصريين الذين سافروا للتحقق مما حدث، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكون هناك تحقيق جيد يوضح الحقيقة، وعدم الاكتفاء بالشركات التي تم وقفها.
وأكد السيسي، أن الأزمة الحالية هي نتاج عمل متكامل سواء من الدولة المصرية والسلطات السعودية الدولة والأفراد الذين سافروا حج الزيارة وكذلك الشركات والجهات القائمة على السفر.
وتابع، أن الحجاج المصريين الذين سافروا على نحو غير رسمي بلغ عددهم 300 ألف، بينما سافر نحو 50 ألف فقط بشكل رسمي، رغم أن مصر لها الحق في الحصول على أكثر من 100 ألف تأشيرة حج.
من ناحيته، قال وائل زعير عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن الاتحاد حذر كثيرًا من حج الزيارة والسماسرة والكيانات الوهمية التي تنظم سفريات الحج بشكل غير رسمي.
وطالب زعير، في تصريحات لـ”اقتصاد بالعربي”، بالقضاء على الكيانات المتسببة في الأزمة، وتفعيل دور شرطة السياحة بشكل أكبر وتحديدًا في الأقاليم والصعيد، فضلًا عن دور مباحث الإنترنت في مراقبة الصفحات التي تعلن عن تنظيم حج الزيارة، كذلك دور الدولة في زيادة وعي المواطنين عن طريق خطباء المساجد.
وأكد عضو الاتحاد، أنه كان يجب على الدولة الحصول على حقها في التأشيرات البالغ نحو 110 آلاف تأشيرة، بدلًا من 50 ألفًاً فقط، لافتًا إلى ضرورة توفير برامج مخفضة للحجاج حتى لا يلجأوا إلى حج الزيارة.
ونوه زعير، بأن أي شركة يثبت تورطها سيُتخذ ضدها إجراءات شديدة.