عبدالله محمد
أثار ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري أمس بقيمة تتراوح بين 70 قرشًا و90 قرشًا مصريًا قلق العديد من المواطنين، تزامنًا مع أنباء عودة السوق السوداء وتسجيل الدولار بها أكثر من 60 جنيهًا.
وكشف خبيران في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد بالعربي” عن أسباب ارتفاع الدولار المفاجئ عقب العودة من إجازة عيد الأضحى، فضلًا عن حقيقة أنباء عودة السوق الموازية للدولار.
قال خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، رئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية، إن ارتفاع الدولار عقب إجازة عيد الأضحى أمر طبيعي، ومن المتوقع استقرار الأسعار خلال يومين بحد أقصى.
وأضاف الشافعي، أن التوقعات تشير إلى أن الدولار في طريقه إلى الانخفاض نتيجة تحسن الأوضاع الاقتصادية والنشاط التجاري وزيادة حجم الاستثمار ووجود وفرة دولارية من الاحتياطي النقد الأجنبي وزيادة التدفقات الدولارية.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن الدولة أصبح لديها قدرة على تسويق الفرص الاستثمارية بشكل جيد ما يساعد على تحقيق طفرة في العوائد بالعملة الأجنبية، رغم الظروف المحيطة من حرب غزة وقبلها حرب روسيا.
وعن عودة السوق السوداء من جديد، أكد الشافعي، أن البنك المركزي لن يسمح بعودة السوق الموازية، وتخطى الدولار 50 جنيهًا أو 60 جنيهًا مثلما حدث سابقًا.
من ناحيته، قال محمد البيه الخبير المصري، إن سعر الصرف في مصر يتحدد بناءً على قوى العرض والطلب، مشيرًا إلى أن عودة عجلة الاستيراد لطبيعتها بعد الإجازة واستمرار توقفها لفترة طويلة أدى إلى تحرك سعر الدولار.
ونوه البيه، بأن مصادر مصر الأساسية من الدولار تتمثل في تحويلات العاملين بالخارج، وإيرادات قناة السويس، والصادرات، والاستثمارات غير المباشرة في أذون الخزانة المصرية.
وأكد الخبير المصري، أنه مصادر الدولار تُستخدم لاستيراد مكونات الإنتاج وتوفير الاحتياجات الأساسية للسوق، فضلًا عن خدمة الدين ودفع أقساط وفوائد الديون، إضافة إلى احتياجات الأفراد.
وتوقع البيه، إمكانية تراجع الدولار الأمريكي بشكل هامشي أمام الجنيه المصري خلال الفترة المقبلة، بسبب وفرة المعروض من العملة الأجنبية تزامنًا مع توقعات زيادة تحويلات المصريين بالخارج، فضلًا عن استمرار الدولار في مسار ما بين 45 جنيهًا و50 جنيهًا حتى نهاية العام الجاري.
ونفى الخبير المصرفي، عودة السوق السوداء مرة أخرى في مصر، نظرًا لقدرة القطاع المصرفي حاليًا على توفير الدولار بشكل جيد.