تنتشر العديد من الخرافات حول عمليات زراعة الشعر والتي من الممكن أن تخلق الخوف بداخل الأشخاص لتمنعهم من اتخاذ قرار زراعة الشعر والتراجع عنه.
وكان قد نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص تقريرًا يوضح فيه بعض الخرافات التي تدور حول زراعة الشعر، وننشر لكم أبرز ما ورد في التقرير الطبي.
الخرافة الأولى: الشعر المزروع سيبدو غير طبيعي
يتم زرع بصيلات الشعر من منطقة في فروة الرأس إلى أخرى، لتكون تلك التأثيرات دائمة، حيث ينمو الشعر المزروع بالطريقة ذاتها التي ينمو بها الشعر الطبيعي.
ويوضح الدكتور أمريندرا كومار استشاري الأمراض الجلدية وجراحة زراعة الشعر ومدير ديرما كلينيكس سبب ذلك بأنه يرجع إلى قدرة بصيلات الشعر على الحفاظ على طبيعتها حتى عند نقلها من منطقة إلى أخرى، كما يؤكد أن هناك اعتقاد سائد خاطئ وشائع بين كثير من الأشخاص أن عمليات زراعة الشعر قد تؤدي إلى مظهر غير طبيعي، لكن هناك العديد من التقنيات الطبية التي تطورت وبإمكانها أن تجعل الشعر يبدو طبيعيًا.
ومن ناحيته، يقول الدكتور إس كيه جوبتا طبيب الأمراض الجلدية في DMCH أن الجراحين الماهرين يستخدموا زراعة الوحدات البصيلية أو طرق استخراج الوحدات البصيلية لزرع وترقيع الشعر بحرص، ولمحاكاة نمط النمو الطبيعي للحصول على نتيجة سلسلة واقعية.
الخرافة الثانية: زراعة الشعر مؤلمة
يعتقد الكثير من الناس أن عملية زراعة الشعر تكون عملية مؤلمة للغاية، ووفقًا لما قاله الدكتور كومار فإنه يتم إجراء تلك العملية تحت تخدير موضعي، مما يضمن عدم شعور الشخص بأي ألم أثناء العملية، مؤكدًا على أنه بالرغم من احتمال الشعور ببعض الانزعاج خلال مرحلة التعافي، إلا أنه يمكن للشخص التحكم فيه باستخدام الأدوية التي وصفها له الطبيب.
الخرافة الثالثة: زراعة الشعر تقتصر على الشباب
لا توجد أي علاقة بين العمر وزراعة الشعر، فهذا سوء فهم لدى من يفكرون كذلك، إذا بدأ الشخص بفقدان شعره في سنٍ صغير، فهو يحتاج إلى المزيد من جلسات زراعة الشعر للحفاظ على النتائج، ونتيجةً لذلك فمن الأفضل دائمًا أن يتم البدء بالعلاج الطبي وعدم التفكير في تدخل جراحي إلا عندما يستقر تساقط الشعر وهذا عادةً ما يحدث بعد ذلك.
الخرافة الرابعة: زراعة الشعر مُخصصة فقط لتساقط الشعر الشديد
يعتقد الكثير من الأشخاص أن عمليات زراعة الشعر تناسب فقط الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر بشكل ملحوظ وكثيف، لكن في الحقيقة أن عمليات زراعة الشعر يمكن أن تُستخدم لعلاج درجات متفاوتة من تساقط الشعر أو عندما يكون خفيف بشكل كبير.
كما أن الجراح ذو الخبرة يمكنه أن يصمم استراتيجية زراعة للشعر تناسب احتياجات الشخص سواء كان لديه انحسار في خط الشعر أو مناطق صلعاء.
الخرافة الخامسة: زراعة الشعر عملية تستغرق وقت طويل
تُفيد الخرافة الخامسة بأن التعافي من عملية زراعة الشعر قد يستغرق وقتًا طويلًا ويتطلب فترة توقف طويلة، كما أنه من المهم أن يتبع الشخص تعليمات الرعاية بعد الجراحة حيث يمكن لمعظم الأشخاص استئناف أنشطتهم التي اعتادوا عليها في غضون بضعة أيام إلى أسبوع.
الخرافة السادسة: يمكن للجميع رؤية ندوب بالمنطقة المانحة بعد الزرع
تنتشر مخاوف كثيرة بشأن الندوب المرئية في المنطقة المانحة، وبالرغم من ذلك فإن تقنية استخراج الوحدة البؤرية التي تتضمن استخراج بصيلات شعر الشخص تكون الندبات ضئيلة جدًا وفي الغالب تكون غير ملحوظة.
ويساهم التقدم في التكنولوجيا وخبرة الجراحين في وقتنا الحالي بتقليل ظهور الندبات مما يوفر نتيجة سريعة ومظهر يبدو طبيعيًا لأبعد حد.
الخرافة السابعة: زراعة الشعر من الممكن أن تؤدي إلى السرطان
لا توجد أدنى علاقة بين زراعة الشعر والسرطان، ووفقًا لما قاله الدكتو كومار فهذه التقنية لا يوجد لها علاقة بالإعاقة أو المرض بأي شكل.
كما أن معرفة حقائق الإجراء ونتائجه والتقدم التكنولوجي من الممكن أن يمكّن الأفراد من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن رحلة استعادة الشعر الخاص بهم، ويجب على كل شخص يفكر في اتخاذ قرار زراعة الشعر أن يستشير جراح مؤهل يوفر له المعلومات ويرشده شخصيًا لتلبية احتياجاته والحصول على نتيجة سليمة.
حكم زراعة الشعر
يتزايد البحث كثيرًا على محركات البحث ممن يريدون إجراء عملية زراعة الشعر لمعرفة ما هو الحكم الدين في تلك العملية.
وأجابت دار الإفتاء المصرية على ذلك السؤال في بث مباشر لها على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لتؤكد أن حكم زراعة الشعر هو “الجواز” وذلك لكونه من إزالة العيب لا من تغيير خلق الله سبحانه وتعالى.
وقالت دار الإفتاء إن زرع الشعر هو عبارة عن نقل بصيلات الشعر من منطقة إلى أخرى في رأس الشخص نفسه وحكمه “الجواز”، مستكملةً: “يجوز زرع الشعر، لأن هذا من باب ردّ ما خلق الله عز وجل ومن باب إزالة العيب، وليس من باب التجميل أو الزيادة على ما خلق الله عز وجل، بل هو رد ما نقص وإزالة العيب”.
وأضافت دار الإفتاء أن إجراء عملية زراعة الشعر لعلاج تساقط الشعر جائز، سواء كان التساقط سببه مرضًا أو وراثة، مستشهدةً على ذلك بعدد من الأدلة ومنها حديث عرفجة بن أسعد أنه أصيب أنفه يوم الكُلاب في الجاهلية وهي أحد الحروب في الجاهلية فاتخذ أنفًا من ورِق “فضة” ليأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفًا من ذهب.
أما عن حديث: “لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله”، هو حديث متفق عليه، فقد استشهدت دار الإفتاء بما قاله عنه النووي حيث قال “المتفلجات للحسن”، ومعناه أنهن يفعلن ذلك طلبًا للحسن، كما يوجد فيه إشارة إلى أن الحرام هو المفعول لطلب الحسن أما لو احتاجت إليه للعلاج أو عيب في السن فلا بأس به.