أعلنت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، عن مشاركة مصر في الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يُحتفل بهذا اليوم في السبت الثاني من شهر مايو من كل عام، لتسليط الضوء على أهمية حماية الطيور المهاجرة ودورها في المحافظة على التوازن البيئي والحيوي على الأرض.
وأكدت وزيرة البيئة أن مصر تعتبر من أهم مسارات الطيور المهاجرة في العالم، حيث تُعد جسراً برياً يربط بين آسيا وأوروبا، وتعتبر ثاني أهم ممر لهجرة الطيور في العالم.
وأضافت، يتم خلالها هجرة مئات الملايين من الطيور مرتين سنوياً بين قارتين، بالإضافة إلى الهجرة الداخلية في أفريقيا.
وأشارت إلى أن تعد مصر المعبر اليابس الوحيد بين ثلاث قارات: أوروبا، وآسيا، وأفريقيا، حيث يقضي الكثير من الطيور فصل الشتاء في المناطق الرطبة فيها، ويُرصد أكثر من 500 نوع من الطيور في مصر في فصلي الخريف والربيع
وأوضحت أن شعار الاحتفال هذا العام “احمي الحشرات تحمي الطيور”، يعكس التوجه الذي تسلكه مصر نحو استخدام الحلول القائمة على الطبيعة كإستراتيجية لمواجهة تغير المناخ وحفظ التنوع البيولوجي، إذ تعتبر الحشرات مصدراً رئيسياً لغذاء الطيور خلال فترات التزاوج والهجرة.
ولفتت إلى أن تُعد الطيور نموذجاً بارزاً للحلول القائمة على الطبيعة، حيث تقوم بمكافحة الحشرات بشكل بيولوجي، مما يقلل من الحاجة إلى استخدام المبيدات والوسائل التقليدية لمكافحة الآفات التي تتسبب في ضرر بيئي وزراعي كبير.
وأوضحت وزيرة البيئة أن مصر تولي اهتماماً خاصاً بهجرة الطيور، حيث أسست أول مركز تجريبي لإنقاذ الطيور في جنوب سيناء لتقديم الرعاية البيطرية للطيور أثناء رحلاتها الهجائية.
كما تقوم بتنفيذ برنامج للغلق الجزئي لتوربينات الرياح لحماية الطيور وتقليل حوادث الاصطدام بها، مما يساهم في الحفاظ على الحياة البرية وتقليل فقد الطيور المهاجرة وتقليل المخاطر التي تواجهها أثناء رحلتها.
كما تحتوي التشريعات الوطنية في مصر على العديد من النصوص التي تهدف إلى حماية الطيور وبيئاتها الطبيعية.
أشارت وزيرة البيئة إلى جهود وزارتها في حماية الطيور المهاجرة، حيث تمكنت من دمج برامج حفظ الطيور المهاجرة مع القطاعات التنموية، بما في ذلك قطاعات الطاقة والسياحة وإدارة المخلفات.
وأضافت أنه أدى ذلك إلى تعزيز دور المرأة وبناء القدرات الوطنية في هذا المجال، وتحقيق الوزارة لجائزة الطاقة العالمية في عام 2020، مما يؤكد على التميز الذي حققته مصر في حفظ الطيور المهاجرة في مشاريع الطاقة.
وتابعت أنه تعتمد هذه الجهود على التعاون المستمر مع الشركاء، خاصة وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، حيث تم تنفيذ برامج رائدة لحماية الطيور خلال فصول الهجرة، مثل الالتزام بآلية الغلق عند الطلب في محطات طاقة الرياح بجبل الزيت.
وأكدت، يُعتبر هذا الإجراء نموذجًا عالميًا فريدًا يبرز الالتزام الدولي لمصر بحفظ الطيور المهاجرة والحفاظ على التنوع البيولوجي والبيئة.
وأشارت قد أثرت هذه الجهود إيجابًا على حماية الطيور وتقليل الفقد في الكهرباء، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في تعزيز استخدام الطاقة النظيفة في توليد الكهرباء ودعم خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري المكافئ.
أوضحت أن وزارة البيئة نجحت في تطبيق مفهوم دمج برامج سياحة مشاهدة الطيور في قطاع السياحة، من خلال تجهيز محطات معالجة الصرف الصحي (برك الأكسدة الطبيعية)، والتي تقع في مسارات هجرة الطيور الحوامة في مدينة شرم الشيخ، لتكون موائل طبيعية لاستضافة الطيور المهاجرة. تم تحويل تلك المنطقة إلى وجهة سياحية مميزة لمشاهدة الطيور بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء والشركة القابضة لمياة الشرب والصرف الصحي.
ولفتت إلى تنفيذ عدد من الأنشطة لتنظيم صيد الطيور فى مصر، ومنها إنشاء برنامج للصيد المسؤول والمستدام من خلال مشروع تنظيم الصيد المستدام بالساحل الشمالي، كذلك تقديم الدعم الفني لإعداد وتنفيذ الضوابط والاشتراطات اللازمة لتنظيم أعمال الصيد بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني لرفع الوعي البيئي لدى الجهات الحكومية المعنية ومنظمات المجتمع المدني والسكان المحليين للحد من الصيد الجائر، بالتنسيق مع قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة.
وأشارت إلى أن مصر بها 16 نوعا من الطيور المهددة بالانقراض على المستوى العالمى، كما تضم نحو 34 موقع من أهم المناطق الجاذبة للطيور في مصر لما تحتويه من بيئات أساسية مثل الأراضى الرطبة والجبال عالية الارتفاع ووديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية، ومن أهمها البحيرات الشمالية، وجزيرة كولون، وجزيرة الزبرجد، وبحيرة الملاحة، وجبل علبة وسانت كاترين وبحيرة قارون، وجبل مغارة، ووادى الريان، ووادى النطرون، وصحراء القصر، ورأس محمد، ووادى الجمال، والعين السخنة.