خلق لقاء رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج بوزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، حالة من الأجواء الإيجابية بين الدولتين العملاقتين اقتصادياً، حيث أكدت بكين رغبتها في تعزيز الشراكة بدلاً من التصادم، على الرغم من وجود اختلافات تستدعي مناقشات صريحة، لكن هل زيارة يلين للصين ستخلق مسارً جديدًا للعلاقات.
وزارت يلين بكين بعد قضاء عدة أيام في قوانغتشو، حيث التقت بمسؤولين محليين بارزين بما في ذلك نظيرها الصيني هي ليفنغ، وأيضاً ببعض رجال الأعمال الأميركيين.
كما أكدت الوزيرة للرئيس الصيني على ضرورة التواصل المباشر والصريح لتعزيز العلاقات بين البلدين.
من جهته، أعرب لي تشيانج في بداية لقاءه مع يلين اليوم الأحد عن أمله في تحول بلديهما إلى “شريكين وليس منافسين”، كما أشار إلى اهتمام الصينيين بزيارة يلين، مما يظهر تطلعهم لتحسين العلاقات بين الصين والولايات المتحدة.
زيارة يلين للصين ومحادثات مكثفة لتحقيق نمو متوازن
اتفق الجانبين على إجراء “محادثات مكثفة حول تحقيق نمو متوازن”، وذلك بعد اجتماع يلين مع هي ليفنغ في قوانغتشو. وركزت يلين على مخاوف بشأن دعم الصين الصناعي، مشيرة إلى القلق من فائض المنتجات في قطاعات مثل السيارات الكهربائية والبطاريات، والتي قد تؤثر سلباً على الأسواق العالمية والقطاعات المماثلة في الدول الأخرى.
وتسعى واشنطن إلى توفير شروط منصفة وفرص متساوية للشركات والعمال الأميركيين، وتعد زيارة يلين الثانية في أقل من عام إلى الصين، القوة الاقتصادية الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة.
كذلك تأتي هذه الزيارة في ظل محاولات البلدين حل الخلافات بينهما حول قضايا متنوعة من التكنولوجيا إلى التجارة وحقوق الإنسان، وتطبيق “تيك توك”، وتايوان، وغيرها. وأشارت يلين إلى أهمية التواصل المباشر مع المسؤولين المحليين لفهم التطورات الاقتصادية المستقبلية في الصين.
وفيما يتعلق بالمخاوف من القدرات الفائضة، تسعى الولايات المتحدة والصين إلى إدارة علاقتهما بشكل مسؤول، وتولي قيادة التحديات الدولية. واتفقت البلدين على استكشاف سبل تعزيز جهود مشتركة ضد غسل الأموال، مع عقد اجتماع في الأسابيع القادمة، وذلك في إطار “مجموعة العمل المالية الأميركية – الصينية”.
فرصة لتحقيق تقدم في العلاقات بين البلدين
على الرغم من التوترات المستمرة، فإن زيارة يلين أثبتت أن هناك فرصة لتحقيق تقدم في العلاقات بين البلدين، خاصة إذا تم التعاون بشكل مباشر وصريح لمعالجة القضايا المشتركة.
ورأى الباحث في معهد بروكينغز، ريان هاس، في حديثه لوكالة “فرانس برس” ، أن “زيارة يلين أفسحت في المجال لاختبار احتمال تحقيق تقدّم في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. وأن الزيارة أظهرت أن الصينيين يقرون بالحاجة إلى التعامل مع مسألة القدرة الفائضة في الإنتاج، وأنهم مستعدون للبحث في سبل التعاون بشأن غسل الأموال»، مشددا على أن الوقت كفيل ببيان ما إذا كانت هذه الجهود ستؤدي إلى تحقيق تقدم ملموس.
اقرأ أيضًا:
الدكتور محمد هارون: العلاقات المصرية الصينية قوية ..والنمو الاقتصادي ليس مستحيلا