يحل اليوم السابع من أبريل ذكرى تأسيس مدينة الأسكندرية, التى تأسست على يد الإسكندر الأكبر، في مثل هذا اليوم من عام 332 ق.م , على شريط ضيق من الأرض بين البحر وبحيرة المريوطية وبمحاذاة البحر الأبيض المتوسط وعلى بعد ساعتين زمن من أثينا عاصمة اليونان.
ومنذ هذا التاريخ ومدينة الأسكندرية تنتمي إلى عالم البحر الأبيض المتوسط الأوسع، وليس إلى عالم النيل والصحاري، وكانت لنحو ألف عام عاصمة الدولة المصرية.
وفى الطريق على ساحل البحر المتوسط يسترعى انتباه الإسكندر بقعة من اليابسة تفصل البحر المتوسط عن بحيرة مريوط ويفكر الإسكندر مليا فى تلك البقعة إن لها مواصفات عجيبة تصلح لإنشاء مدينة عظمى على أحدث الطرز فى ذلك الوقت ومن هذه المواصفات.
واختمرت الفكرة فى ذهن الإسكندر فعهد إلى مهندسه اليونانى (دينو قراطيس) بتخطيط هذه المدينة الجديدة.
وارتبط اسم المهندس دينوقراطيس بتاريخ الإسكندرية منذ أن وضع التخطيط الأول لهذه المدينة عام 331 ق.م وقسم أرضها الفضاء إلى طرق وميادين وأحياء فكان لعبقريته الهندسية الفضل فى نشوء هذه المدينة.
المهندس دينوقراطيس:
وكان دينو قراطيس إغريقيا من جزيرة رودس فى البحر المتوسط وقد صحبه الإسكندر فى ضمن مستشاريه كما رافقه فى جولته الكشفية التى بدأها من مدينة كانوب أبو قير حتى المنطقة القريبة من قرية راقودة وجزيرة فاروس بحثا عن مكان ملائم يشيد فيه.
واختار المهندس دينو قراطيس النمط الهيبو دامى لهذه المدينة وهو عبارة عن شارعين رئيسيين متقاطعين بزواية قائمة ثم تخطيط شوارع أخرى فرعية تتوازى مع كل من الشارعين وهو التخطيط الذى شاع استخدامه فى العديد من المدن اليونانية منذ القرن الخامس ق.م.
وبدأ المهندس دينو قراطيس بمد جسر يربط بين الجزيرة التى سميت فيما بعد بجزيرة فاروس وكان طول هذا الجسر 1300 م ونتيجة لإنشاء هذا الجسر أصبح هناك ميناءان أحدهما شرقي يسمى بالميناء الكبير والأخر غربي ويسمى ميناء العود الحميد.
و تم تقسيم المدينة الى خمسة أحياء حملت حروف الابجدية اليونانية الأولى ومن هذه الأحياء: الحى الملكى (البروكيون) والحى الوطنى وحى اليهود ويمتد المسرح الرئيسي من الشرق الى الغرب فى وسط المدينة.
وهو المعروف بشارع كانوب (شارع فؤاد حاليا) ويحده من الشرق بوابة كانوب ومن الغرب باب سدرة أما الشارع الطولى الذى يمتد من الشمال الى الجنوب فهو يقابل الأن شارع النبى دانيال وكان يحده من الشمال بوابة القمر ومن الجنوب بوابة الشمس.
وصول الإسكندر إلى مصر:
وفى أواخر عام 332 ق.م وصل الإسكندر المقدونى إلى مصر وبعد أن وضع تصور لمدينة الإسكندرية غادر البلاد ليستكمل فتوحاته فى الشرق، فإن القدر كان يحتفظ لهذه المدينة بدور كبير فى تاريخ مصر والعالم المتحضر ولم يقتصر على الفترة التى شهدت عهد البطالمة، خلفاء الإسكندر على حكم مصر، وإنما استمر زمنا طويلا بعد نهاية هذا البيت الحاكم فى 30ق.م
ميناء الإسكندرية:
أصبحت الإسكندرية الميناء المصرية الأولى في المياه العميقة حيث أنها تقع على البحر مباشرة وأصبحت نقطة الالتقاء والعبور لطرق التجارة التي تصل مصر بالمناطق التي تتعامل معها، والمركز الأول للمعاملات التجارية المصرية استيرادا وتصديرا.
وقد اتجهت مصر إلى استيراد خشب الأرز من شمال البلقان وبلاد الشام لصناعة السفن ،وقد استورد البطالمة الذهب من اسبانيا والهند واستوردوا الفضة من اسبانيا وبلاد اليونان والحديد من جزر بحر ايجة ومن أرمينيا ومداخل البحر الأسود والرخام من الجزر اليونانية والمنسوجات الحريرية من فينيقيا.
وكانت مصر تستورد بعض المواد الأولية لتصنيع قسماً منها ثم تصدره إلى الغرب مثل الأحجار النفيسة والعاج وريش النعام . إلى جانب صادراتها مثل الزيت والقمح وورق البردى والمصنوعات الزجاجية التى كانت تمثل أنتاجاً مصرياً من الأساس .