قال أشرف جابر خبير تكنولوجيا المعلومات إن العالم يشهد حالة من وحدة الاقتصاد ولم يصبح هناك فكرة الاقتصادات المغلقة التي كانت تنتهجها بعض الدول في الماضي مثل الصين وكوريا.
وأضاف جابر في تصريح خاص لـ اقتصاد بالعربي، أن الدول تسير نحو الالتحاق بركب التقدم الاقتصادي العالمي ويجب على مصر ضرورة الالتحاق بهذا الركب وفي المركز من التطور العالمي تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وبحسب خبير تكنولوجيا المعلومات فبما أن الزراعة تعد ركنا أساسيا في الاقتصاد المصري فإن تغذية برامج الذكاء الاصطناعي بمعلومات عن التربة والمناخ واحتياجات غذائية معينة مع تحديد النسب المتاحة من الماء، يتيح إنتاج سلالات جديدة تتماشى مع المتطلبات.
الذكاء الاصطناعي وصندوق النقد
ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي أجرى دراسة مؤخرا أثبتت أن الذكاء الاصطناعي نجح في استحداث أصناف جديدة من الأرز مقاومة لمتغيرات المناخ تتوافق مع التربة واحتياجات المياه التي لا يتحملها الأرز عادة كإنتاج الأرز في بيئة صحراوية مغابره مثلاً لبيئة زرعة الأرز المصري الذي يعتمد على الري بالغمر.
وفي رش المبيدات بطائرات الدرونز أصبح بالإمكان يمكن توجيه كميات المبيدات و أو الأسمدة بدقة وفقاً للاحتياجات ويمكن من خلال ذلك إخراج المحصول بعدة مستويات.
وأوضح أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الزراعة ساعد بدقة شديدة في مراحل الإنتاج بدءاً من البذر وحتى جمع المحصول وخلال مراحل التسويق والبيع والتعرف على الأسواق الأكثر احتياجا.
برنامج الفلاح الذكي
واستطرد إن تايلاند أجرت برنامج الفلاح الذكي الذي يعمل بكامل الحقل وفقاً للذكاء الاصطناعي لافتا إلى أن قطاع الزراعة من أقوى فروع الاقتصاد التي يمكن أن تستفيد من الذكاء الاصطناعي.
وفي تقرير صدر عن البنك الدولي تحدث عن الثورة التكنولوجية في الذكاء الاصطناعي، وكيف أصبح هناك تطبيقات توازي عمل البنوك وتجري تحليلات الأسواق لتحقيق أفضل استثمار وتقييم مخاطر التأمين.
إلى ذلك، يعد قطاع النقل من أكبر القطاعات التي تطبق الذكاء الاصطناعي بدءاً من منظومة قطار بدون سائق يمكن من خلالها إجراء عمليات التقاطر وتقدير عدد الركاب في محطة ما وبناء السرعة المطلوبة للوصول سريعاً أو الإبطاء حسب توافر الركاب في المحطات.
وأشار إلى أن جميع القطاعات الاقتصادية سوف تستفيد بشكل مباشر من الذكاء الاصطناعي وأنه لا بديل لمصر في حاله رغبتها في الاندماج بجدية مع منظومة الاقتصاد العالمي، من تحفيز القطاعات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالاتها للإسراع من تطورها بما يحفز القطاعات الأخرى.
من جانبه، قال محمد الحارثي خبير تكنولوجيا المعلومات، إن الذكاء الاصطناعي أصبح مدمجًا في جميع القطاعات الاقتصادية لا سيما التي تعتمد على التحليل المالي بغرض توفير بعض البيانات للمتعاملين، ومع توفير هذه البيانات أصبح من السهولة توجيه العميل خاصة في المنصات التي تتيح التداول الشخصي.
الذكاء الاصطناعي التوليدي
وأضاف الحارثي في تصريح خاص لـ اقتصاد بالعربي، أن بعض المحللين المالين على مستوى العالم أصبحوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي، وبرامج الذكاء الاصطناعي التوليدي، في استقاء معلومات تاريخية تتيحها البرنامج حتى تاريخ معين، ما يعينهم على التركيز بشكل أدق في المعلومات الحديثة واستقاء توقعات المعلومات المستقبلية.
ولفت الحارثي، إلى أن الذكاء الاصطناعي يعالج بيانات وينتج معلومات لذلك يحتاج إلى تدقيق كبير في إدخال المعلومات، للتأكد من صحة البيانات الناتجة عن المعالجة، والتأكد من صحة التوجيه، لافتًا إلى أهميه ربط البيانات بنماذج مساعدة في القرار وبنائها وفقا لنماذج مختلفه.
واستطرد أن الذكاء الاصطناعي ليس جديدا على الاستخدامات الاقتصادية، فهناك بعض الدول كانت تستخدم إحدى أنظمة الذكاء الاصطناعي منذ نحو 10 سنوات، وهو نظام واتسون البرنامج القادر على الإجابه على أسئله يتم طرحها بلغات طبيعية تم تطويره من قبل شركه آي بي إم.
وأشار خبير تكنولوجيا المعلومات، إلى أن بعض الدول العربية المعروفة كانت تستخدم البرنامج في التقييم الاقتصادي وإعطاء مقترحات بناء على بيانات معدة مسبقًا لإعطاء متخذ القرار مرجعيات في السياسات الخارجية.
في سياق مواز، أوضح أن الذكاء الاصطناعي، له تأثير مباشر على الاستكشافات الجديدة في طبقات الأرض والتي تعد من أصعب مراحل عمل شركات اكتشافات البترول، لذلك قد يساهم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في استكشافات أكبر وأسرع في طاع البترول بتكلفة أقل، كما أنه قد يؤدي إلى نتائج زراعية جيدة.
وتابع الحارثي، أن الصين طورت نماذج الرؤية الحاسوبية في قطاع الزراعة، وحققت منه نتائج جيدة، واستخدمت طائرات الدرونز التي تعمل على مدار 24 ساعة في المساحات الزراعية لمنح نتائج عن الآفات وتفعيل نظم الري الذاتي ونظام مكافحة آفات التربة.
الذكاء الاصطناعي والطب
وأكد خبير تكنولوجيا المعلومات، أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الزراعة والصناعة والطب قد يؤدي إلى حدوث طفرات كبرى في بعض الدول تزيد عن الطفرات التي نشدها في الوقت الحالي، مما قد يؤدي إلى تقدم كبير في بعض الدول وتخلف أخرى، بشكل ملحوظ بصورة أكبر عما نراه في الوقت الحالي في التباين في تقدم بعض الدول على حساب أخرى.
وأوضح أن الدول التي ستستثمر في المجال سوف يدفعها هذا الاسثمار إلى مستقبل مبهر لافتًا إلى أنه لن يكون ذو تأثير على العمالة لكنه قد يؤدي إلى تقليص العمالة بالمجهود، لصالح أنظمة الذكاء الاصطناعي واتخاذ قرارات سليمه وأدق حيال المشروعات الزراعية والاكتشافات البترولية.
وفي السياق لفت إلى أن توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالات الزراعة والصناعة والصحة يعد ذو أولوية مقارنة بالاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي التوليدي.