يعد الروتين من الأشياء التي تساعد الحياة الأسرية على السير بنظام ينعكس على ترابطها فينعم أفرادها بالدفء والهدوء، و يساعد ذلك النظام على شعور الأبوين بالقدرة على إدارة الموقف والتعامل مع أزمات الحياة، وإيجاد وقت مناسب لكل نشاط يريدون القيام به بمفردهم أو مع أطفالهم.
كما أن الروتين له دور فعال مع الأطفال المميزين باختلاف؛ لأن اختلافهم عادة يجعلهم لا يتأقلمون مع التغيرات بسهولة.
الأمان والانتماء:
وتتعدد الفوائد التي يقدمها الروتين للطفل والأسرة فهو يساعد على توفير بيئة منظمة تتضمن أحداثًا متوقعة تمنح الأطفال والمراهقين شعورًا بالأمان والطمأنينة، مع إحساس دائم بأنهم مُعتنى بهم، كما تساعد الحياة الأسرية المنظمة الأطفال على التأقلم مع التغيرات الرئيسة في حياتهم، مثل تغيرات النمو كالبلوغ أو التغيرات المرتبطة بأحداث جديدة كالحصول على أخ جديد، وطلاق الأبوين، والمرض، أو الانتقال إلى منزل جديد.
كما أن الروتين الذي يتضمن الاستمتاع بالحياة وقضاء أفراد الأسرة الوقت -سن . يقوي العلاقات الأسرية، ويخلق لديهم شعورًا بالانتماء.
كأن يتضمن الروتين قراءة قصة معًا قبل النوم، أو الحرص على مشاركة الوجبات مع العائلة.
تنمية المهارات والشعور بالمسؤولية:
و في حوار خاص لـ ” اقتصاد بالعربي” مع الدكتورة مريم الخشت، أخصائية تعديل السلوك للأطفال والمراهقين، قالت إن احتواء الروتين على مهام منزلية توزع على أفراد الأسرة وفق تناسبها مع قدرات وعمر كل منهم، يساعد على تنمية وتطوير حس المسئولية لديهم، و زرع وصقل العديد من المهارات الأساسية، مثل الإدارة والتغلب على العقبات وتلك مهارات تفيد الطفل طوال حياته.
وأضافت أن التدرج في منح الطفل المسؤولية وتقليل مقدار مساعدة الأبوين، يبرز إحساس الطفل بالاستقلالية والاعتماد على الذات
الذكاء والسعادة:
وضحت أخصائية تعديل السلوك أن هناك دراسة جديدة لجامعة كولورادو الأمريكية أظهرت أن الالتزام الصارم بوقت النوم يجعل الأطفال أكثر ذكاءً وسعادة.
في حين أن أطفال المدارس الابتدائية الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم لديهم أدمغة أصغر وأقل تطورًا، كما كشفت عمليات المسح.
ووفقًا للباحثين بجامعة كولورادو الأمريكية، فإن الروتين العائلي هو المفتاح لحصول الأطفال على نشاط منتظم لنصف المخ الأيسر المسؤول عن الإبداع والمهارة.
وقالوا إنه يجب على الآباء محاولة جمع العائلة معًا لتناول العشاء، والقراءة لأطفالهم ووضعهم في السرير في نفس الوقت كل ليلة.
العادات الصحية:
يمكنك توظيف حماس طفلك للالتزام بالروتين في تعليمه عادات صحية يمارسها يوميًا كجزء من يومه، مثل غسل أسنانه، تناول الأدوية الخاصة به، ممارسة التمارين الرياضية، أو حتى غسل يديه قبل الطعام وبعد استخدام المرحاض.
وبذلك فإنه بإمكان الروتين أن يساعد في الحفاظ على صحة أطفالك الجسدية أيضًا؛ فالأطفال الذين يقومون بغسل أيديهم بانتظام أكبر يكونون أقل عرضة للأمراض الشائعة، مثل نزلات البرد والنزلات المعوية وغيرها من الأمراض الشائعة.
تقول ” كارما” الأم لخمسة أطفال إن الروتين اليومي الذي تحرص عليه مع أولادها يساعدهم في بناء عادات صحية جيدة وبدوره يعزز مناعتهم وأكدت أن إدخالها لفكرة ممارسة الرياضة لمدة خمس دقائق فور الاستيقاظ يحافظ على تدفق الدورة الدموية وينشط طاقة الكفل طوال اليوم.
تخفيف الضغط والتوتر:
بينما تحدثت ” هالة ” الأم لثلاثة أطفال عن أن الروتين المنتظم يساعدها على تخفيف الضغط والتوتر عليها وعلى أطفالها؛ تقول:” لست بحاجة لإلقاء الأوامر ولا شرحها، وكذلك لست في حاجة للجدال بشأنها، والقليل من الضغط يعني الحفاظ على جهاز مناعي أقوى وأكثر صحة لي وللأطفال”.
ضبط الساعة البيولوجية:
أما ” رانيا” تتحدث عن تجربتها مع ضبط مواعيد النوم لطفلتها الرضيعة، تقول: “من أهم مميزات الالتزام بروتين يومي منظم هو ضبط مواعيد النوم، وقرأت عن ذلك أنه يضبط الساعة البيولوجية الخاصة بجسد الطفل، وبالتالي ساعدني في برمجتها على معرفة وتحديد متى يحين وقت النوم”
فوائد الروتين للآباء:
يحتاج إعداد روتين جيد مناسب للأسرة جهدًا وتركيزًا وتدقيقًا في كافة الجوانب، ولكن بمجرد الانتهاء من إعداده والبدء في تطبيقه واعتياد الأمر تتحقق العديد من الفوائد التي أكدت الأمهات المطبقات للروتين على توفرها أهمها أن يساعد الروتين المنظم والمتوازن الأبوين على تأدية مهامهم الأبوية بشكل أفضل و يقلل من الضغوط النفسية والعصبية عليك كما يفسح وقتًا للقيام بالمزيد من الأنشطة.