درست شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في الآونة الأخيرة شراء شركة بي.بي البريطانية لكن الأمر لم يتجاوز المناقشات الأولية, وفقا لمصادر مطلعة لرويترز.
وذكرت ثلاثة مصادر أن أدنوك رأت في النهاية أن بي.بي لن تكون الشركة المناسبة لاستراتيجيتها.
وقال مصدر إن اعتبارات سياسية أثرت أيضا على هذه الخطوة.
من جانهبه تراجع أداء الشركة التي تبلغ قيمتها 88 مليار جنيه إسترليني (110.3 مليار دولار) مقارنة بأداء الشركات المنافسة لسنوات.
وهو ما يقول مستثمرون ومحللون إنه جعل الشركة البريطانية هدفا محتملا للاستحواذ.
وتمر شركات النفط الأمريكية العملاقة بأكبر عملية اندماج في الصناعة منذ عقود، لكن شركات النفط الأوروبية الكبرى لم تنخرط في ذلك حتى الآن.
من ناحية أخرى, عاقب المستثمرون خطة شركة بي.بي لتقليل إنتاج الوقود الأحفوري وتحولها بوتيرة أسرع نحو مصادر الطاقة المتجددة مقارنة بالشركات المنافسة ومنها شل وإكسون وشيفرون.
وتراجعت الشركة عن خططها الأكثر جرأة للتحول في الطاقة في فبراير شباط العام الماضي.
شركة ادنوك:
وعلى العكس من ذلك، زادت أدنوك طاقتها الإنتاجية من النفط والغاز، كما يسعى الرئيس التنفيذي سلطان الجابر إلى إعادة تقديم الشركة الحكومية العملاقة باعتبارها شركة نفط عالمية كبرى.
وتعد شركة أدنوك غير المدرجة كبيرة بما يكفي للنظر في الاستحواذ على الشركة البريطانية التي تعد الأصغر بين الكبار.
وقال مصدران إن أدنوك وبي.بي تحدثتا مباشرة في الأشهر القليلة الماضية، كما طلبت أدنوك المشورة من بنوك استثمارية حول صفقة محتملة.
وذكر مصدر رابع أن الشركة الإماراتية درست جميع الخيارات عندما تطلعت إلى شركة بي.بي، بما في ذلك شراء حصة كبيرة.
وفي عمليات الاستحواذ المحتملة، عادة ما تقيم الشركات الكبيرة القيمة السوقية والقيمة الإستراتيجية للمنافسين.
وأضاف المصدر الرابع أن بي.بي كانت ضمن عدة شركات تدرسها أدنوك, وفيما يتعلق بدراسة الاستحواذ على بي.بي، أوضح المصدر أن “الأمر لم يتقدم كثيرا”.
وتابع, أن أدنوك تتطلع أيضا لشركات عالمية أخرى لمنحها إمكانية الوصول إلى محفظة أكبر من الغاز الطبيعي المسال.
وأحجمت أدنوك عن التعليق على تلك الأنباء، كما رفض متحدث باسم بي.بي ومتحدث باسم وزارة الأعمال البريطانية التعليق.
الأسهم الامريكية:
وارتفعت الأسهم الأمريكية لشركة بي.بي 0.2 بالمئة في تعاملات بعد الظهر لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ ستة أشهر عند 40 دولارا لتمحو خسائرها السابقة.
ضعف أداء بي.بي:
تؤكد هذه الخطوات طموحات أدنوك للتوسع دوليا ضمن استراتيجية تحول الطاقة التي تتبناها دولة الإمارات. كما تسلط الضوء على ضعف شركة بي.بي مع تشكيك المستثمرين في خططها.
وتسعى أدنوك إلى الاستحواذ على سلسلة من الأصول الأوروبية. وقدمت في العام الماضي عرضا غير ملزم بقيمة نحو 11.3 مليار يورو (12.1 مليار دولار) للاستحواذ على شركة صناعة البلاستيك والكيماويات الألمانية كوفيسترو.
كما تجري محادثات مع شركة أو.إم.في النمساوية لإنشاء شركة كيماويات عملاقة تصل مبيعاتها السنوية مجتمعة إلى أكثر من 20 مليار دولار.
وفي ديسمبر كانون الأول، اتفقت على شراء حصة شركة أو.سي.آي المنتجة للكيماويات في شركة إنتاج الأمونيا واليوريا فرتيجلوب مقابل 3.6 مليار دولار.
وتقدر شركة بي.بي، التي أعلنت عن أرباح بلغت 13.8 مليار دولار العام الماضي، بأدنى قيمة بين شركات النفط العالمية الكبرى قياسا بالقيمة السوقية مقابل التدفق النقدي.
واتسعت الفجوة بين نسبة السعر إلى التدفق النقدي على أساس الاثني عشر شهرا التالية لشركة بي.بي ومنافستها شل في الأشهر القليلة الماضية إلى مستويات لم تُسجل منذ سنوات.
وبحسب رويترز, إن الإمارات أبدت اهتماما بالاستثمار في البنية التحتية للطاقة النووية في بريطانيا.
وأوقفت الحكومة الشهر الماضي عملية استحواذ إماراتية على صحيفة تليجراف، كما تعتزم منع الحكومات الأجنبية من امتلاك صحف بريطانية.